مضبوط على واقع الحال "في بعض الحالات" إلا أنها تظل نماذج صالحة للتطبيق، وبها يستنير الباحث في بحثه والعالم في ميدان علمه.
٣- إن بناء النماذج شيء مثير: وهذه الإثارة تنبعث من التصميمات التي بني عليها النموذج والتي توضح الأجزاء التي يلزمها التعديل والتحسين، هذا وإن بناء النموذج وفحصه شيء هام ومثير، ولكنه في نفس الوقت لا يخلو من خطورة فالباحث عليه أن يفحص نموذجه ويتفهمه ويتأكد من سلامة بنائه وإلا فشل بحثه، طبيعي أن التجربة تعطي للعالم أو الباحث الفرصة لمعرفة أوجه النقص أو الخلل في نموذجه، وهذا يقود إلى مزيد من الأبحاث وكثير من التعديلات، فالنماذج إذن هي كسائر المخترعات يصيبها التعديل والتطوير نتيجة الأبحاث المستمرة، وبهذا فإن دور النماذج يشمل جمع وتصنيف ما ظهر من نظريات، وفي نفس الوقت إثارة وطرح استفسارات وتحقيقات جديدة تعطي للعلم زادا جديدا وتدفعه لمواصلة مسيرته إلى الأمام.
أما ما يعاب على النماذج فهو: أن استحكامها يفرض مشكلتين من مشاكل طرق البحث هما:
١- كيفية بيان الوظيفة التي يؤديها النموذج من بين الوظائف الكثيرة والممكنة بجلاء ووضوح؟
٢- بيان ملاءمة نموذج ما لوظيفة معينة في أذهاننا؟
ورغم أن هاتين المشكلتين لم تحلا بعد، ولكن ينبغي ألا تكونا عقبة أو عذار يحول دون استخدامنا للنماذج فقد تستخدم النماذج كوسيلة لربط النظرية بالتجربة والتجربة بالتصوير والنظريات مع بعضها، والتصور بالنظرية التقليدية وهكذا، فلو أردنا أن نبين مثلا كيف نستخدم النماذج كوسيلة لعمل إضافات على النظريات، في هذه الحالة "الإضافة أو إكمال النظرية" ينبغي على النموذج أن يلبي متطلبات النظرية وأن يمتلك الخصائص البنائية للنظرية، أما في حالة إعادة بناء النظرية فإن النموذج ينبئ إذا لم يكن قادرا على تحقيق أي مطلب من مطالبها.