للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كانت الفترة ما بين أول القرن "الرابع عشر وأوائل القرن السابع عشر" بالنسبة لإيطاليا وأوروبا الغربية فترة انتقال خرجت فيها أوروبا من عالم العصور المظلمة، وجمعت قواها علما ووعيا، ومواصفات اجتماعية واقتصادية وسياسية لتدخل بقوة العصر الحديث، "عصر التكنولوجيا".

لقد وقع في هذا العصر أحداث منها ابتكار المطبعة المتحركة، ودعوة صارخة للتجديد في أساليب التعليم، وترجمة الكتاب المقدس ونشره بين الناس لكن اللاتينية بقيت لغة العلم إلى منتصف القرن "السابع عشر"، وكانت النهضة ذات متناقضات كثيرة: فمن الأحداث التي جرت حركة الإصلاح الديني، ووضع كوبرنيكوس نظرية فلكية استوحاها من ابن الشاطر الدمشقي، ورحلات الاستكشاف التي بدأها برتلوميودياز "سنة ٨٩٤هـ/ ١٤٨٨م" وتبعه كريستوف كولومبوس "سنة ٨٩٨هـ/ ١٤٩٢م" وفاسكودي غاما "٩٠٤هـ/ ١٤٩٨م" ثم ماجلان "ت ٩٢٥هـ-٩٢٩هـ/ ١٥١٩-١٥٢٢م".

تبدأ العصور الحديثة: منذ القرن "السابع عشر" حتى وقتنا المعاصر١، وفي هذه الفترة اكتملت دعائم التفكير العلمي في أوروبا، أو كادت، وبدأت هذه الخطوات على يد الكثيرين منهم "فرنسيس بيكون" و"جون ستيورات ميل"، و"كلودبرنارد" وتعود مسيرة البحث العلمي إلى التجارب التي أجراها جاليليو "Galileo" في الفيزياء في أوائل القرن "السابع عشر"، ويرى الغربيون أن هذا العصر قد توج باكتشاف اللوغاريتم والدورة الدموية، وفصل قواعد المنهج التجريبي وخطواته من خلال نظريات فرنسيس بيكون، وظهور بويل كأب للكيمياء الحديثة، وأفكار نيوتن الرياضية في القرن "الثامن عشر"، وأخذ الغرب بالموضوعية في الحقول العلمية على الأقل، وقد بدأ


١ يقسم بعض الباحثين الغربيين العصور العلمية إلى عصرين رئيسيين: الأول العصر الإغريقي "٦٠٠ ق. م-٢٠٠ بعد الميلاد" والثاني عصر النهضة المعاصرة من "٨٥٤هـ/ ١٤٥٠م" وبهذا يغفلون ما قبل الحضارة الإغريقية ودور الحضارة العربية الإسلامية.

<<  <   >  >>