للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وميخائيل نعيمة.

٢- مقالة النقد الاجتماعي:

وقوامها نقد العادات الناخرة والتقاليد البالية التي ترسبت في المجتمع، على مدى الدهور. ولا تعفي الأزياء الطارئة والبدع المستحدثة من سخريتها وعبثها. ويعزى فضل إدخالها إلى الأدب الإنكليزي إلى أديسون وستيل كما ذكرنا سابقا. والمبرر الطبيعي لذيوع مثل هذا النوع من المقالات، في مجتمع ما، هو ما يطرأ عليه من مستحدثات الحضارة في الأزياء والعادات والأخلاق ووسائل اللهو والتسلية. أو ما يحتدم فيه عادة من صراع بين القديم والجديد، في فترات الانتقال. يتمثل في أكثر الأحيان في ذلك التباين الذي نلمحه بين ما يتمسك به الآباء من تقاليد، وبين ما ينزع إليه الأبناء من تجدد وتغيير. وعدة الكاتب في هذه المقالات ملاحظة دقيقة وقدرة على إحكام الوصف وإجادة التحليل، واتزان في الحكم وعمق في التأمل، وبراعة في التهكم والسخرية، حتى لا تخرج المقالة من بين يديه جثة هامدة، لا تسمع لها نأمة ولا تبدو لها حركة، فتزول قيمتها بزوال المؤثرات الطارئة التي دعت إلى كتابتها.

وفي زمن أديسون وستيل كان "للموضة" أهمية خاصة؛ إذ كان الإنسان يدرك قيمة السيدة ويقدر منزلتها الاجتماعية عندما يلحظ طريقتها في اللبس ونوع الملابس التي ترتديها والحلي التي تتزين بها. ولذا كان لمقالات الأزياء والعادات متعة خاصة عند قراء القرن الثامن عشر. وقد احتدم الصراع في مصر بين القديم والجديد في فترة ما بين الحربين، وتجلى هذا الصراع واضحا في العادات والأزياء، وفي الأدب بمختلف فنونه وأساليبه. فلا عجب إذا رأينا أكثر كتاب المقالة عندنا، كأحمد أمين والمازني وطه حسين والرافعي والعقاد، يخوضون هذه المعركة في مختلف

<<  <   >  >>