للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن علي بن الحسين رضي الله عنه: أنه رأى رجلاً يجيء عند فُرْجة عند قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيدخل فيها، فيدعو، فنهاه، وقال:.........................

ــ

وقوله: "صلّوا عليّ" هذا أمر يفيد الوجوب، فالصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مشروعة ومتأكدة، وتجب في بعض المواضع.

فتجب في الخطبتين للجمعة والعيد وخطبة الاستسقاء، وتجب الصلاة على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في التشهد الأخير في الصلاة، وكذلك تجب الصلاة على رسول الله عند ذكره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتستحب في بقية الأحوال، وكلما أكثر الإنسان من الصلاة على الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثر أجره، كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً".

قوله: "فإن صلاتكم تبلغني" فالله جل وعلا وكّل بصلاة المصلين على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من يبلغ الرسول إياها وهو في قبره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ففي أي مكان صليت عليه فإن صلاتك تبلغه ولو كنت في المشرق أو في المغرب، وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى، أنها تبلغه الصلاة عليه في قبره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهذا من أمور البرزخ التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

فقوله: "فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" أي: أينما كنتم في بر، أو في بحر، قريبين أو بعيدين، في المشرق أو المغرب.

وفي هذا الحديث دليل على أنه ليس للصلاة عليه عند قبره خاصية، بل إذا قصد الإنسان القبر لأجل الصلاة عليه فهذا منهي عنه، لكن إذا قصد قبره للسلام عليه ويصلى عليه فهذا مشروع، فتسلم وتصلي على الرسول عند قبره إذا قدمت من سفر، أما أن تقصده من أجل أن تجلس أو تقف وتصلي عليه دائماً فهذا غير مشروع، لأنه مطلوب منك الصلاة والسلام عليه في أي مكان.

قال: "عن علي بن الحسين" أحد أعلام التابعين، وهو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجدّته فاطمة بنت الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبو جدّته هو رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو من بيت النبوّة، وهو يلقب بزين العابدين، وهو من كبار أئمة التابعين، رضي الله تعالى عنه.

"أنه رأى رجلاً يجيء إلى فُرْجَة كانت عند قبر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" قبر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في

<<  <  ج: ص:  >  >>