كتاب الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم

ذكر نبذ من تراجم الأعيان ووفياتهم في هذا الزمان [سنة ٨٦٩ هـ.] - (ترجمة الشمس البابا المعبر) - ج: 3 - ص: 86

وزن درهم وربع فضّة، فكان ذلك قوته بأخرة، مع تفقّد ابن (١) القُليب له وبِرّه، والتودّد إليه لزيارته بمنزله في كل قليل، مع بُعده عن داره. فإن الشيخ كان يسكن بأطراف البلد، بمكان يقال له حارة العُوَايراتية (٢) بالقرب من جامع طينال (٣) تحت الجبل. وكان مجاورنا بعد عمارة الوالد لأمكنة بالجبل.

وكنت قد لازمتُه كثيرًا في الفقه والتعبير، وأخذت عنه الكثير وانتفعت به فيهما (٤).

وصنّف مختصرًا جيّدًا في الفقه أسماه "جواهر الأفكار في حلّ ألفاظ المختار" (٥) كتاب جيّد مفيد مع اختصاره، فإنه في نحو حجم "المختار" (٦) ( … ... ) (٧).

ودام بطرابلس على ما هو عليه حتى بَغَتَه الأجل.

وكان سبب نزوله بطرابلس واختيار سُكناها الغزو، فإنه كان في شبابه إنسانًا

---

(١) في الأصل: "بن".
(٢) العُوَايراتية= الأُوَيراتية، محلّة في الجهة الجنوبية من مدينة طرابلس الشام، في الطريق إلى بيروت. راجع عنها بالتفصيل في تقديمنا للكتاب.
(٣) هو جامع نائب طرابلس الأمير سيف الدين طينال الأشرفي الحاجب، بناه سنة ٧٣٦ هـ./ ١٣٣٦ م. بظاهر طرابلس بين البساتين، وهو أجمل جوامع طرابلس بل ولبنان على الإطلاق. انظر عنه في كتابنا: تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك - طبعة دار البلاد، طرابلس ١٩٧٤ - ص ١٦٢ - ١٨٩، وتاريخ طرابلس ٢/ ٣٧٢، ٣٧٣، والأوقاف الإسلامية في طرابلس الشام من وثائق الأرشيف العثماني وأهميتها في رصد حركة العمران - بحث لنا نُشر في كتاب المؤتمر الدولي السابع لتاريخ بلاد الشام عن: الأوقاف في بلاد الشام منذ الفتح العربي الإسلامي إلى نهاية القرن العشرين -منشورات لجنة تاريخ بلاد الشام- الجامعة الأردنية ١٤٣١ هـ. / ٢٠١٠ م. -تحرير د. محمد عدنان البختيت- ص ٣٠ - ٣٢ رقم ٧، ووظائف ومضامين النقوش التاريخية، والتزيينية على عمارة طرابلس المملوكية بحث لنا نشر في حوليّة "أبجديّات" التي تصدر عن مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية - العدد الرابع ٢٠٠٩ - ص ٣٨ - ٤٢.
(٤) كتب بجانبها على الهامش: "وأظنه سمع غالبًا بدمشق وغيرها لكنني ما وقفت على ما يرشد على ذلك ولا سألته عن سماعه".
(٥) لم يذكره "كحّالة" في معجم المؤلفين.
(٦) هو كتاب "المختار في فروع الحنفية" لأبي الفضل مجد الدين عبد الله بن محمود (بن مودود) الموصلي الحنفي، المتوفى سنة ٦٨٣ هـ. (كشف الظنون ٢/ ١٦٢٢، ١٦٢٣)، وهو لم يذكر "الأوزاعي الطرابلسي" بين المختصرِين للكتاب، كما لم يذكر كتابه "جواهر الأفكار في حلّ ألفاظ المختار".
(٧) كلمتان غير واضحتين.