استهلّت هذه السنة والخليفة والسلطان فيها على ما هما عليه من الخلافة والسلطنة في التي قبلها.
وجميع ملوك الأطراف على ما هم عليه، وكذا النواب والأمراء والحكام ووُلاة أمور الإسلام وقضاة القضاة، الكلّ على ما هم عليه في الماضية، ما عدا صاحب الحصن -أعني حصن كَيْفَا من ديار بكر.
فإنه في هذه السنة حسن الطويل بن قرايُلُك مَلَكَها بعد الخلف الكائن بعد قتل الملك على ما تقدّم ذلك وعرفتَه.
وما عدا نائب الشام فإنه في هذه السنة تَنَم من عبد الرزاق وليها عن جانَم بحكم فراره على ما عرفت ذلك في الخالية.
وما عدا نائب حلب، فإنه في هذه السنة جانِبَك التاجي، وُلّيها عن الحاج إينال الماضي، ذكر وفاته في الخالية.
وما عدا نائب طرابلس، فإنه في هذه السنة بَرسْباي البجاسي، وُلّيها عن إياس المحمدي الطويل الماضي خبر القبض عليه وسجنه بالإسكندرية، ونقل برسباي هذا إليها من الأميراخورية الكبرى. وكان الأميراخور الكبير عوضه في هذه السنة بَلَبَاي الإينالي المؤيَّدي الذي تسلطن بعد ذلك، ولُقِّب بالظاهر على ما سيأتي.
وما عدا نائب حماة، فإنه في هذه السنة جانِبَك الناصري، وُلّيها عن جانِبَك التاجي لما نُقل إلى نيابة حلب منها. وكانت العادة أن ينقل إلى حلب نائب طرابلس، فما اتفق ذلك. ونُقل جانِبك الناصري هذا إليها من صفد.
وما عدا نائب صفد، فإنه في هذه السنة خيربك القصروي نُقل إليها من نيابة غزة.
وما عدا نائب غرة فإنه كان في هذه السنة شادبك الصارمي وُلّيها عن خيربك نقلًا إليها من أتابكية حلب.