للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فالشرف هذا ومحمود هذا هو أيضًا موجود الآن، وهو من أبناء الستين فما فوقها، قليل الاشتغال بالعلم، وعنده تؤدة وحُسن سمت، ولم يُشهر بفضيلة، ولعلّنا نذكره فيما بعد إن شاء اللَّه تعالى (١).

[[مقياس النيل]]

وفيه، في يوم الجمعة عاشره الموافق لسادس عشرين بؤونة تفقّد ابن (٢) أبي الرذاذ المقياس [و] القاعدة، فوُجدا ستة أذرع ونصف ذراع، فبشّر بذلك في هذا اليوم. ثم نودي عليه من غده.

[(خسوف القمر)]

وفيه، في ليلة الثلاثاء رابع عشره، خُسِف القمر واسودّ الجُرم جميعه وبقي على ذلك نحو التسعين درجة وأظلم الجوّ جدًّا وصار كليالي الدر من آخر الشهر، ولعلّ هذا الخسوف من نوادر الخسوفات التي لم يقع مثلها في عصرنا هذا ولا القريب منه، ولهج الناس بزوال السلطان حين رؤية هذا الخسوف، وزاد القال والقيل حتى كان ما سنذكره (٣).

(بداية النكبة للسلطان المؤيَّد) (٤)

وفيه، في يوم الجمعة سابع عشره، كانت بداية الحركة لنكبة السلطان الملك المؤيَّد هذا، وكان من خبر ذلك أن السلطان المذكور بعث بإحضار نقيب الجيش محمد بن أبي الفرج، وحين حضر إليه أمره بأن يتوجّه إلى الأمراء فيدور عليهم، وكان ذلك في آخر نهار هذا اليوم ويُعلِمهم بأن يطلعوا جميعهم في غده إلى القلعة ويجتمعوا بالحوش، وهو خلاف العادة، ولم يُعلمهم أيضًا السبب الداعي إلى ذلك كما هو، فبادر نقيب الجيش إليهم وأعلمهم بذلك، فأخذ الأمراء حذرهم من هذا الشأن وخافوا ووقعوا في حَيص بَيص وبادروا بالذهاب إلى بعضهم البعض وهم لا يشكّون أن هذه الاجتماعات (٥) التي قصدها السلطان لأمر توقعه بهم، إمّا للقبض


(١) خبر نظارة الإسطبل في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٣١، ونيل الأمل ٦/ ١٠٩، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٦.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) خبر الخسوف في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٣١، ونيل الأمل ٦/ ١١٠، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٦، وإعلام الورى ٥٩.
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) في الأصل: "الاجتماعه".

<<  <  ج: ص:  >  >>