للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السلطان وترك بقبرس جانبك الأبلق، فحنق منه السلطان غاية الحنق وتغيّظ منه، وظُّن أن العسكر لما سمعوا بمرضه جاؤوا (١)، لا سيما وهم أشرفية وإينالية، وجرت أمور وخطوب يطول الشرح في ذكرها، ثم خرج أمره بعودهم من حيث جاؤوا (٢)، بعد أن كان رسّم بشنق مُغلباي وشُفع فيه، وفي عَوده وعَود العسكر لأنه ما بقي يمكن ذلك عادة، وآل الأمر بعد خطب عظيم إلى نفي مُغلباي إلى القدس بطّالًا، وأبطل عَود الغزاة. وباللَّه العجب من مُغلباي هذا، فإنه كان مع آياس حين جاء بغير إذن وهو أكبر شأنًا منه، ورأى ما جرى عليه من هذا السلطان في مثل هذه الكائنة بعينها، وحضر هو بغير إذن، لكن لا مفرّ من القضاء (٣).

[[وصول قايتباي المحمودي]]

وفيه، في يوم الإثنين، سابع عشره، وصل قايتباي المحمودي شادّ الشراب خاناه بعد تقليده جانبك التاجي نائب حلب (٤).

[عودة الحجّاج بحمولهم]

وفيه في يوم الثلاثاء، ثامن عشره، وصل جماعة كثيرون من الحاج بحمولهم وأثقالهم، وكان ذلك من النوادر في هذه الأيام، وقلّ أنْ وقع ذلك في القريب من هذا الزمان، ثم وصل أمر الأول في يوم الأربعاء تاسع عشره، وطلع الناصري محمد ابن (٥) الأتابك جَرِباش إلى القلعة، وخلع السلطان عليه، ووصلت أمّه الخَوَنْد شقراء في هيئة الأمن والسلامة (٦).

[[وصول المحمل]]

وفيه، في يوم الخميس، عشرينه، وصل المحمل، ودخل بُردُبك البَجْمَقْدار إلى القاهرة بجميع الحاج، وطلع بُردُبك هذا إلى السلطان فخلع عليه على العادة.

ومن غريب ما وقع أن الحاج لما قدِموا القاهرة أخبروا بأنهم سمعوا وبلغه


(١) في الأصل: "جاوا".
(٢) في الأصل: "جاوا".
(٣) خبر حنق السلطان في: نيل الأمل ٦/ ١٥١، ١٥٢، ومنتخبات من حوادث الدهور ٤٣٧، وتاريخ طرابلس ٢/ ١٩٢.
(٤) خبر وصول قايتباي في: نيل الأمل ٦/ ١٥٢.
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) خبر عودة الحجّاج في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٧٤، ووجيز الكلام ٢/ ٧٥١، ونيل الأمل ٦/ ١٥٢، وبدائع الزهور ٢/ ٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>