للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(كائنة ابن العطار) (١)

وفيه، أعني هذا الشهر في يوم الإثنين منه، وأظنّه خامسه، أمر السلطان بإخراج الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن صالح الحلبي، المعروف بابن العطّار الحنفي، أحد السادة الصوفية الحنفية بالخانقاه الشيخونية وأعيانهم إلى مَلَطية. فأخرج إلى الخانقاه السرياقوسية. ثم قام الإمام شيخ الإسلام الكمال بن الهُمام، شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية في قضيّته، فكتب ورقة إلى السلطان يقول فيها: "من الفقير محمد بن الهمام إلى مولانا السلطان الملك الظاهر، أما بعد، فإن شهاب الدين ابن العطار وإن كان فيه شدّة فهو من أهل العلم، وقد حصل له من التعزير زيادة على المبالغة، وكونه أساء على خصمه فلا بد أن خصمه أساء عليه أيضاً، ولو أرسلتموها إليّ لكنيتهم همّهما وأصلحت بينهما، اللهمّ لا إنْ كنتم تستصغروني وتستضعفون حالتي، فترك الوظيفة لي أعزّ من التكلّم فيها، والقصد الصفح عنه والعفو من النفي وترك هذه الشناعة العظيمة التي حصل له بسببها الردع عن العود لمثلها".

فلما قرأها السلطان أمر بإعادته.

وكان السبب في تغيّظ السلطان عليه الشمس الكاتب، فإن الشهاب ابن العطار تنافس هو وآخر من صوفيّة (٢) الخانقاه المتقدّم ذكرها، وكان من جهة الشمس الكاتب، وكان الشمس الكاتب يُغضي من ابن العطار، فاجتهد في إيصال الخبر إلى السلطان حتى كان ما كان (٣).

(سقوط الجدار على ابن (٤) سعد الدين ناظر الخاص ابن (٥) كاتب جَكَم) (٦)

وفيه، في يوم الثلاثاء سابع عشرينه سقط جدار على ولد سعد الدين إبراهيم


= النفوس ٤/ ٢٩٩، والتبر المسبوك ٩١ و ٩٣ (١/ ٢٠٤ و ٢١٠)، ونيل الأمل ٥/ ١٨٦، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٢.
(١) العنوان عن الهامش.
(٢) في الأصل: "من صوفة".
(٣) خبر ابن العطار في: حوادث الدهور ١/ ١٠٥، والتبر المسبوك ٩٠ (١/ ١٠٤، ١٠٥)، ونيل الأمل ٥/ ١٨٦، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٢.
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>