للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على ذلك مدّة حتى عيّنه الأشرف قايتباي في هذه السنة في هذه الوظيفة، فخرج إليها وهو على خاصكيّته، ثم أضيف إليه نظر الحرم فيما أظنّ، وباشر ذلك بحرمة وعفّة، وحُمدت سيرته في ذلك، ودام على ذلك مدّة، ثم استُقدم إلى القاهرة، وّأمره السلطان عشرة. ثم لما جرت كائنة باينْدر، وعيّن السلطان تجريدة تخرج إلى حلب عقيب قتْل يشبُك من مهدي، وعيّن خيربك من حديد، عيّن مُغلباي هذا أيضًا، فأظهر الامتناع من ذلك، فأمر به السلطان إلى البرج، فحُبس به أيامًا، ثم أطلق بعد أن استعفى عن الإمرة، فلم يُعْفَ، وبقي على ما هو عليه.

وهو إنسان حسن، خيّر، ديِّن، عنده حشمة وأدب وحُسن سمت وتؤدة، وله مَيْل لأهل العلم ومحبّة لهم، مع استحضاره لبعض المسائل، وانتمائه للطلب.

(القبض على ابن الصابوني) (١)

وفيه في يوم الثلاثاء، رابع عشرينه، قبض السلطان على العلاء ابن (٢) الصابوني قاضي القضاة بدمشقِ وناظر جيشها، وكان قد وُلّي ذَيْن الوظيفتين وهو مقيم بالقاهرة على ما قدّمنا خبَر ذلك، بل وقدّمنا ترجمة العلاء هذا (٣). (ولما قُبض عليه كُتب إلى دمشق بالقبض على والده الشهاب أحمد، وابن (٤) عمّه السراج عمر، المتكلّمين عنه في القضاء ونظر الجيش، فقُبض عليهما بدمشق، وحُملا إلى القلعة فسُجنا بها) (٥).

ثم كان من أمره بعد القبض عليه ما سنذكره.

(قدوم جانِبَك حبيب من الروم) (٦)

وفيه، في يوم الخميس، سادس عشرينه، قدم إلى القاهرة جانِبَك العلائي الأشرفي إينال، المعروف بحبيب، الماضية ترجمته وبعض كثير (٧) من أجناده، وكان قد توجّه لبلاد الروم من على جهة المغرب على ما تقدّم، فوصل بعد موت الظاهر خُشقدم في هذا اليوم من بلاد الروم، وهو في هيئة الأروام، ومتزيّا بزيّهم، وطلع إلى السلطان على تلك الهيئة، فرحّب به، ثم خلع عليه كاملية بفَرْو سمّور،


(١) العنوان من الهامش.
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) خبر ابن الصابوني في: تاريخ البصروي ٣١، ونيل الأمل ٦/ ٣٢٢.
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) ما بين القوسين كتب بهامش الصفحة على اليمين.
(٦) العنوان من الهامش.
(٧) في الأصل: "وبعضًا كثيرًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>