للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هائلة بها، وحصلت له مِحن وخطوب، وركِبَتْه الديون، حتى آل به الأمر أن أصبح فقيراً مُعدَمًا، لا يملك قوت يومه، واعتراه الهَذَيان، حتى قام جماعة من أهل الخانقاه لإخراجه منها، فلم يتمّ لهم ذلك، ودام على ما هو فيه نحو ١٥ سنة، أو يزيد. فكلّم المؤلّف شخصًا يُدعى "قانصوه رفرف" في أمره، فتكلّم مع "تَنِبَك قَرا" (١) أحد مقدَّمي الألوف، فكلّم السلطان في ذلك، فرتّب له دينارين في الشهر لِكسوته وقوته، إلى أن تولّى المؤلّف بأخرة تدبير ما له مدّة تزيد على الثلاث سنين، حتى توفي في شهر رمضان ٨٨٨ هـ. وقام بتجهيزه مما كان بقي معه من رسم كِسوته، وأخرجه إلى مدفنه بالقرافة (٢).

وبالعودة إلى صاحبه "الشهاب المنصوري" فقد أنشده كثيرًا من شعره، منه في مستهلّ رجب، والسابع من رجب، والسابع والعشرين منه سنة ٨٧٦ هـ، وفي شهر محرّم، والثالث عشر منه، سنة ٨٧٧ هـ، وفي آخر محرّم ٨٧٨ هـ، وفي جمادى الآخر سنة ٨٧٩ هـ (٣).

وفي أوائل جمادى الآخر سنة ٨٧٩ هـ مات نزيل الخانقاه "أحمد بن عيسى الحلبي"، ووُجد في مخلَّفاته من النقد نحو ٢٠٠ دينار، فقسّمها "الكافِيَجي" على جصاعة من قرّاء الخانقاه، وخصّ نفسه نحو ١٢ دينار حصته، ونسي آخرين، فبقوا يقصدونه لذلك، فوزن لهم من عنده نحو العشرين دينارًا فوق الإثنى عشر دينارًا التي هي حصّته، وفرّقها عليهم.

قال المؤلّف "عبد الباسط" -رحمه الله -: "وكان ذلك جميعه على يدي" (٤).

[في منفلوط]

وفي سنتي ٨٨١ و ٨٨٢ هـ نراه في مَنْفَلُوط، وفيها أقام مجاورًا، "لأحمد بن محمد بن أحمد المنفلوطي المعروف بشرف القضاة"، وقال عنه: "لم أر مثله في بلده في كرمه وإقرائه الضيفان، وتوسّعه في مآكله الأنيقة المفتَخَرة … وبيننا مودّة زائدة وصحبة أكيدة لما كنت مقيماً بمنفلوط في سنة إحدى وثمانين والتي تليها، وكان لنا به الأُنس الزائد، وله علينا الأيادي، بحيث كان منزله كمنزلنا. ومرض


(١) هو تنبك من شادبك الأشرفي، المعروف بقرا. كان حيًّا سنة ٩٠٤ هـ. انظر: المجمع المفنّن، ج ١/ ٣٥٩ - ٣٦٢ رقم (١١٣٥).
(٢) المجمع المفنّن، ج ١/ ٤٠١، ٤٠٢، رقم (٣٢٩).
(٣) المجمع المفنّن، ج ١/ ٥٥٠ - ٥٥٨، رقم (٥٢٠).
(٤) المجمع المفنّن، ج ١/ ٤٩٧، رقم (٤٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>