للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسكنونها ويدرّسون فيها، وغيرهم من الأعيان والأعلام الذين كانوا يتردّدون إليها من حين لآخر، ويأتي في مقدّمتهم شيخ والده، وشيخه، العلّامة "الكافيجي" (١)، فكان كثير الملازمة له. وكذلك صاحبه الأديب الشاعر "الشهاب المنصوري" ويُعرف بـ "ابن الهائم" الذي أنشده هذين البيتين في سنة ٨٧١ هـ:

بستاننا زاهرٌ زهيّ … وَعرْفُه للقلوب قوتا

فطِبْ مقامًا وقرّ عينًا … فسوف آتي وسوف تُوتى (٢)

وروى المؤلّف أنّ "الكافِيَجي" كان يحبّ "الشهاب المنصوري" ويأنس إليه، ويُثْني على شِعره، وامتدحه بعدّة مدائح، وأجازه على ذلك، وبعث إليه مرة بدينار من بعض تَرِكاتٍ بالخانقاه، ثم بعث يأمره أن يقسم الدينار بينه وبين إنسان آخر، فكتب الشهاب للشيخ على يد المؤلّف هذين البيتين، وهما من لفظه:

أمولاي قد أحسنتَ لي تفضُّلا … وأهديتَ دينارًا قد استغرق الوصفا

ولكنّه قد خاف نظرةَ حاسدٍ … ألم تره من خوفه نقص النصفا!

فأعجبا الشيخ، وأمر المؤلّف أن يحمل إليه دينارًا من ماله (٣).

وفي ٤ جمادى الآخر سنة ٨٧٢ هـ. أنشده "الزين عبد الرحمن الشامي" أبياتًا من شِعر "عثمان بن محمد الشُغْري" نَظمها في فسقيّة الخانقاه التي عمّرها "نَوروز الحافظي":

رسم الأمير الحافظي بقبّةٍ … للناظرين تنزُّهًا في نقدها

بُنيت بصحن الخانقاه فأصبحت … كعروس حُسنٍ تُجلَى في عِقْدها

عُقدت على فسقيّة في صحنها … جاءت بحُسن حلاوةٍ في عقْدها

وأنشده مما كُتب على القبّة أيضًا:

يا بِرْكة عادت لعصر الصِّبَى … في قبّة منتزه اللاحظ

بُشراكِ قد أصبحتِ في حافطٍ … وصرتِ في ظل من الحافظ (٤)

وفي سنة ٨٧٣ هـ. سكن في بعض خلاوي الخانقاه "أحمد بن جعفر المَلَطي"، وكان قديمًا في ثروة زائدة، وتولّى حجابة الحجّاب بغزّة، ولأبيه أملاك


(١) تقدّم التعريف به في شيوخ أبيه؛ وهو تولّى مشيخة الخانقاه في شهر محرم ٨٥٨ عوضًا عن الكمال ابن الهُمام. (نيل الأمل ٥/ ٤١٣).
(٢) المجمع المفنّن، ج ١/ ٥٥٦.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المجمع المفنّن، في ترجمة أركماس الظاهري، رقم (٦٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>