للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان رجلاً ديِّناً، خيّراً، كريم النفس جدّاً، ذا شجاعة وإقدامٍ، عارفاً بالأنداب والتعاليم، رأساً في الرمح وتعليمه، سليم الفطرة والباطن، قوّالاً بالحقّ، يحبّ الخير والمعروف، وفعل ذلك، وكان كثير السلام على الناس في اجتيازه عليهم، مارّاً بالطرقات كائناً من كان ذلك المسلّم عليه من المسلمين، وكان ربّما يمرّ خطوة أو خطوتين وثلاث، فيسلّم، حتى عِيب ذلك عليه من كثير من الأتراك، لا سيما المتكبّرين منهم. وكان عنده بعض طيش وخفّة وكثرة كلام فيما لا يعنيه حتى عدّه البعض من أهل الهذيان (والتندر) (١).

وله [من] المباني بناء جامعه الذي أنشأه بدرب الخازن، وهو جيّد في محلّه به النفع، (وله تربة أيضاً أنشأها بالصحراء) (٢).

توفي بثغر دمياط في العشر الأوسط أو الأول من صفر.

وأُحضِرت رِمّته إلى القاهرة، ودُفنت بتربته (زوجته) (٣) التي أنشأها بالصحراء بالقرب من تربة الأتابك يشبُك.

وله نحو الثمانين سنة، أو أكملها.

وخطابة جامعه المذكور بيد البرهان ابن (٤) الكرَكي، ونائبه فيها: الشيخ العالم، العامل، الفاضل، الورع، الكامل:

(ترجمة الدُمَيري الواعظ) (٥)

٥٤٣ - شمس الدين، محمد بن محمد بن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن سابق بن إسماعيل الدُمَيري (٦)، المالكي.

الذي يتعانى قراءة المواعيد على الكراسي بعدّة من الأمكنة. وهو أحد الصوفية بالخانقاة الشيخونية.

ولد - على ما أخبرني به - بدُمَيْرة، في سنة خمس وعشرين [و] ثما [ن] مائة، وبها نشأ.

فحفظ القرآن العظيم، ثم "الرسالة"، وقدم القاهرة بعد ذلك فحفظ بها


(١) عن الهامش، وتحتمل: "التندر" أو "التقول".
(٢) ما بين القوسين ضرب عليه خطأ.
(٣) كتب أولاً: "المذكورة" ثم ضرب عليها.
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) العنوان من الهامش.
(٦) ذكره السخاوي في الضوء اللامع، ج ٩/ ١٢٥ رقم: ٣١١ وفيه اختلاف بأسماء جدوده، وأنه كان موجوداً سنة ٨٩٥ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>