للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس بسبب ذلك وانزعجوا، وكثُر القلق، لا سيما والغلاء مرتفع في الأسعار في كل شيء، وقد ارتفع جدًّا قبل هذا الحادث، فما ظنُّك به بعده، وكثُر أنكاد الناس زيادة عمّا كانوا عليه، وزاد جور العربان بالنواحي من البلاد والأرياف، حتى آل أمر الكثير منها إلى الخراب، خصوصًا والأتراك في أمرٍ مَريج، وفي اشتغال بأنفسهم. فلا حول ولا قوة إلّا باللَّه (١).

[[زيادة النيل والفرح بذلك]]

وفيه، في يوم الإثنين، ثامن عشرينه، مَنّ اللَّه تعالى بزيادة النيل، وحصل بذلك السرور الزائد للناس والفرح، وتتابعت الزيادة، واستمرت حتى كان الوفاء على أتمّ وجه وأحسنه، كما سيأتي ذلك في التي تليها إن شاء اللَّه تعالى (٢).

(كائنة السارق ستْر الليث بن سعد رضي اللَّه عنه) (٣)

وفيه، أعني هذا اليوم، قُبض على شخص تجرّأ على ضريح الإمام الليث بن سعد، فسرق الستر من عليه، وكشف اللَّه بواسطة سرقته الستر عنه، فقطعت يده، وطيف به شوارع القاهرة، وتعجّب الكثير من الناس من عظيم جرأة هذا، وإقدامه على مثل ذلك، وماذا كان بقلبه حين فعل ذلك، وكاد العامّة أن تبطش بهذا التعيس، بل كادوا أن يقتلوه، ولو علم به جمع كبير قبل قطْع يده مثلًا لقتلوه، لكنْ لما قُطعت يده سكن عنه الحال شيئًا. فلا حول ولا قوة إلّا باللَّه (٤).

[ظهور ابن شُغَيْتة من اختفائه]

وفيه ظهر الصاحب زين الدين قاسم شغيتة من اختفائه، فلم يُلتَفَت إليه، ولا عُرّج عليه (٥).

[[الإفراج عن الوزير الأهناسي]]

وفيه، في يوم الثلاثاء، تاسع عشرينه، أُفرج عن الوزير الحاج محمد الأهناسي، وخُلع عليه باستقراره في الوزارة على عادته مستمرًا، وصُرف ولده ( … ) (٦) عن نظر الدولة (٧).


(١) خبر توقف النيل في: نيل الأمل ٦/ ٣٣٢، وبدائع الزهور ٣/ ١٧.
(٢) المصدران السابقان.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) خبر كائنة السارق في: نيل الأمل ٦/ ٣٣٣، وبدائع الزهور ٣/ ١٧.
(٥) خبر ابن شغيتة في: نيل الأمل ٦/ ٣٣٤.
(٦) بياض في الأصل.
(٧) خبر الإفراج في: نيل الأمل ٦/ ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>