للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويعرّفه بأنه يكون مُعْفَى عن الخدم بسبب ما يعتريه من مرض المفاصل، إلى أن يحصل له الشفاء التام، وأن يحضره إلى منزله، مع تطييب خاطره، ففعل ذلك (١).

[تعيين تجريدة ثالثة إلى البُحيرة]

وفيه، في يوم السبت، ثاني عشرينه، عيّن السلطان تجريدة ثالثة للبُحيرة أيضًا، نجدة ومددًا لمن توجّه قبل ذلك. وكان ورد الخبر عليه بالتقاء العسكر السلطاني بالعرب، وأنه مات جماعة من الجُند السلطاني قُتلوا من العرب. واستحثّ السلطان من عيّنه في هذا اليوم، وحرّضهم على الإسراع في التجهّز والخروج بسرعة (٢).

(نادرة غريبة) (٣)

وفيه ورد خبر من تونس إلى القيروان بأن شخصًا دخل إلى مدينة تونس مدّعي المعرفة بالطبّ، مع طعنه في من وُجد من أطبّاء تونس، وأنهم لا يعرفون شيئًا، وأنه سعى إليه ذوو (٤) الأمراض والعاهات، وهو يُظهر أنه يقاسم من جاءه. فاتفق أن جاءه إنسان كالمستشفي، فقال له بعد أن نظر إليه: أنت قد بلعت ثعبانًا وهو في جوفك، ومنه حصل لك هذا الحاصل، ثم سقاه دواءً معيّنًا، موهِمًا بأنه سيخرج الثعبان من جوفه، فتقيّأ في طشْت بعنف إلى أن سقط الثعبان من جوفه في الطشت حيًّا، وشاهده كل أحد. واستفيض ذلك لكثير من الناس حتى بلغ السلطان، فأكرم ذلك الشخص، وأشيع بأنه يجعله كبير الأطبّاء بتونس، وبلغ هذا الخبر شيخنا ابن (٥) البكّوش الماضي ذكره، فأنكر ذلك، وتعجب من السلطان في قبوله مثل ذلك، وأخذته الغَيرة، فكتب مكتوبًا لعثمان صاحب تونس يلومه على قبول عقله مثل ذلك، ويعرّفه أن هذا من الخلل في ملكه ونقص في حقه، وبيّن له أن الحيوان لا يدخل المعدة من غير شعور صاحبها، وعلى تقدير دخوله إليها لا يمكن أن يعيش فيها إذا ورد عليها من الخارج، وبيّن له ذلك. فلما وقف صاحب تونس على ذلك أحضر ذلك الشخص وقال له: قد أمّنتُك على


(١) كائنة قانبك في: نيل الأمل ٦/ ١٨٨، ١٨٩، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٩.
(٢) خبر التجريدة الثالثة في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٦، ونيل الأمل ٦/ ١٨٩، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٩.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) في الأصل: "ذوي".
(٥) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>