للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طاعة السلطان. وركب الأتابك أُزْبَك بداره وجميع الأمراء بأسرهم من القرانصة وجميع العسكر. وزاد الحال في ذلك اليوم وما خلّص إلّا اللَّه. واختفى هو بنفسه مدِّة، وما نجا وخلص من تلك الكائنة إلّا بعد اللُتيّا والتي، ثم أرجف بأنه يُبْعث به إلى القدس بطّالاً لأجل إرضاء الجُلبان وكسر النائرة، ثم أرجف أيضًا بأنه لا بدّ من فتْك الجُلبان به إذا ظهر، ثم آل الأمر بعد ذلك إلى ظهوره بعد تسكين السلطان الجُلبان وتحليفهم، وأُلبس خلعة، ونزل إلى داره على ما هو عليه، و [لم] يَزْدَد (١) إلَّا تعنُّتاً.

وكل ذلك مع إظهاره الديانة والتصولح، والتصوّف، والتصوّن، والتعفّف ومحبّة أهل العلم، مع تهجّد في الليل وتعبّد، وميل لمحبّة الفقراء والصالحين، وحُسن تؤدة وتواضع، ومعرفة بالفروسية. وهو رأس في الرمح وتعليمه، مع طمعٍ وشَرَه زائد في الأموال، واللَّه تعالى يُصلحنا وإيّاه ويُلهمنا رشدنا.

وما ذكرناه هاهنا إنما هو على جهة الاستطراد، لأجل ترجمة بَرسباي هذا، وإن كان أكثر ما ذكرناه وقع فيما بعد هذا التاريخ من السنين على ما سيأتي تفاصيله في محالّه موضوحاً (٢). إن شاء اللَّه تعالى.

(ولاية فارس الزَرَدْكاشية) (٣)

وفيه- أعني هذا اليوم أيضًا- استقر فارس السيفي دَولات باي (٤)، أحد الأمراء العشرات في وظيفة الزَّرَدْكاشية الكبرى، عِوضًا عن طوخ الأبوبكري المؤيَّدي (٥)، ووُلّيها على إمريّة العشرة من غير زيادة، والعادة أن يليها الطبْلخاناة (٦).

(قدوم قرقماس الجلب من السجن) (٧)

وفيه- أعني هذا اليوم في آخره- وصل قُرقماس الجَلَب أمير سلاح كان من


(١) في الأصل: "ويزاد".
(٢) هكذا في الأصل. والصواب: "موضحًا".
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) توفي (فارس السيفي دولات باي) في سنة ٨٧٥ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٦/ ١٦٣، ١٦٤ رقم ٥٤٦.
(٥) هو (طوخ أقجي الأبوبكري المؤيَّدي) توفي سنة ٨٧٦ هـ. انظر عنه في: إنباء الهصر ٤٥٤، ٤٥٥ رقم ٤، ونيل الأمل ٧/ ٤٧ رقم ٢٨٨٧، وبدائع الزهور ٣/ ٦٨ ولم يترجم له السخاوي في الضوء اللامع.
(٦) خبر ولاية فارس في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٨٢، ونيل الأمل ٦/ ٣٠١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٧٠.
(٧) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>