للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ذِكر ركب المغاربة) (١)

وفيه، في يوم الإثنين ثاني عشره، قدم للسلطان تقدمة هائلة من عند صاحب تونس أبي (٢) عمرو عثمان الموجود إلى الآن، وكانت ثلاثون فرسًا مغربية جيادًا غالبها الحجورة. وكان قد قدم الركب المغربي في هذه السنة وفيه من أعيان تونس جماعة، منهم السليماني المنفّذ بها، وهو عبارة عن كاتب السرّ بتلك البلاد. وقدمت امرأة يُذكر أنَّها من زوجات السلطان المرحوم أبي (٣) فارس عبد العزيز جدّ عثمان هذا، وقدم جماعة أُخر من فُضَلاء تلك البلاد وعلمائها. وكان ممن قدم في هذه السنة أيضًا أبو عبد اللَّه البيدمُري التركي لكائنة اتفقت له بتونس (٤).

(ترجمة أبي (٥) عبد اللَّه البيدمُري) (٦)

ولْنَذكر ترجمته فإنه في تيه الحياة موجود الآن بتونس.

٨١ - محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمّد التونسي، المغربي، البيدمُري (٧)، الرتكي، المالكي.

ولد بتونس بعد سنة خمس عشرة وثمانمائة.

ونشأ بها فحفظ القرآن العظيم واشتغل بالعلم، وأخذ عن جماعة من علماء ذلك العصر بتلك البلاد، ونبغ وفضُل، ونظم الشعر، ثم حصل له قضية يذكر أنه كُفّر فيها، فإنه نظم أبياتًا لا تحضرني الآن يتغزّل فيها حتى قال من جملة تغزّله بيتًا معناه أن رضوان خازن الجنان غفل عن التغزّل به حتى خرج من الجنة على أنه سبق لذلك فأشيع عنه بأنه نسب المَلَك إلى الغفلة، وقد نطق القرآن العظيم بأنهم لا يفترون، والغفلة من لوازمها الفتور وشُنّع عليه وأريد أن يُدَّعى عليه بذلك فاختفى وخرج مختفيًا من تونس، فلما خرج الركب انضمّ إليه وقدم القاهرة في هذه السنة، فيقال: إنه أولى ما قدِمها بادر إلى الشافعي فادّعى عليه بما قاله، ثم حكم بحقن دمه وكتب له بحلّ ذلك أخذه عنده فبقي عنده إلى أن أعيد إلى تونس في واقعة أبي (٨) الخير النحاس، فانتفع بذلك السجلّ.


(١) العنوان من الهامش.
(٢) في الأصل: "أبو".
(٣) في الأصل: "أبو".
(٤) خبر ركب المغاربة في: حوادث الدهور ١/ ١٢٣، ونزهة النفوس ٤/ ٣٢٤، ٣٢٥، والتبر المسبوك ١٢٣ (١/ ٢٦٢)، ونيل الأمل ٥/ ٢١٣، ٢١٤، وبدائع الزهور ٢/ ٢٥٢.
(٥) في الأصل: "أبو".
(٦) العنوان من الهامش.
(٧) انفرد المؤلّف -رحمه الله - بهذه الترجمة. وانظر: نيل الأمل ١/ ٤٣ رقم ٢٤.
(٨) في الأصل: "أبو".

<<  <  ج: ص:  >  >>