للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ادّعى في هذا اليوم عند القاضي نور الدين البرتي أحد نواب الحكم الحنفي أن تلك الدار التي ثبت أن اليهود أحدثوها كنيسة لا حق لليهود في رقبتها، وأنها لجهة بيت المال، بحكم أن صاحبها ابن سميح المذكور لما هلك لم يترك ولداً ولا أسفل منه ولا عاصباً ولا من يحجب بيت المال عن استحقاقها سُفلاً وعُلواً، وثبت ذلك عنده وتكامل في السابع من الشهر ثاني يوم من هذه الدعوى، وسأل المدّعي بذلك القاضي نور الدين البرقي الإشهاد على نفسه بالثبوت والحكم باستحقاق الدار المذكورة لجهة بيت المال بجميع حقوقها ومرافقها داخلاً وخارجاً، عُلُواً وسُفلاً، وعلى العذر إليهم يرفع أيديهم عنها وتسليمها لبيت المال، فاستخار الحاكم المذكور الله تعالى في ذلك، وفعل ما يجب فِعله شرعاً، ثم سأل مستنيبه قاضي القضاة الحنفية، وشيخ الإسلام الشيخ سعد الدين بن الديري، ومن حضر من أهل العلم، وأجاب السائل المذكور إلى ما سأله وحكم به بعد أن أشهد عليه بثبوته، واستوفى جميع الشرائط في ذلك، وسُلّمت الدار لوكيل بيت المال، وكانت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السُّفْلى (١).

[[سفر إينال الأجرود للغزو من ساحل بولاق]]

وفيه في أواخره سافر الأمير إينال العلائي الأجرود المعيّن للغزو هو ومن معه من الأمراء والأجناد، وكان معهم جمع وافر من المطّوّعة، وخرجوا من ساحل بولادتى خروجاً هائلاً بأُبّهة زائدة مسلَّحين وعليهم آلة الحرب. وعُدّ ذلك اليوم من الأيام المشهودة (٢)، وكان منهم فيما بعد ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

[[شهر صفر]]

(المقتلة بين بركات وعلي بجُدّة) (٣)

وفيها في يوم الإثنين ثاني صفر، وصل السيد بركات بن حسن بن عَجلان


(١) خبر دار ابن سميح في: إنباء الغمر ٤/ ١٩٧، والتبر المسبوك ١/ ١٠١ - ١٠٤.
وقد وردت "دار ابن سميح" بالسين والحاء المهملتين في الأصل وفي الإنباء، والمواعظ والاعتبار (طبعة بولاق) ج ٢/ ٧٤٢ وهي كنيسة ابن شُمَيخ بالمعجمتين بجوار المدرسة العاشورية من حارة زويلة، وهي لطائفة اليهود القرّائين. وفي الخطط التوفيقية لعلي مبارك ٣/ ١٤٢ كنيسة القرّائين بدرب الكنيسة بشارع حارة اليهود القرّائين. انظر حاشية التبر المسبوك ١/ ١٠١ رقم ٥.
(٢) خبر سفر إينال في: حوادث الدهور ٦/ ٤٩، ونيل الأمل ٥/ ١٥٧، والتبر المسبوك ١/ ١٠٨، وبدائع الزهور ٢/ ٢٣٤.
(٣) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>