للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[[كسوف الشمس]]

وفيه في يوم الأربعاء ثالث عشرينه كُسفت الشمس كسوفاً ليس بتام، ودام من قبل الزوال بساعة إلى ما بعده بدرجات (١).

[[قدوم شواني البنادقة إلى تونس]]

وفيه ورد إلى تونس شواني البنادقة برسم الإتجار وحمل التجار من تونس ببضائعهم إلى ثغر الإسكندرية، وقوي عزمي على العَود، وتجهّزت لذلك، ثم خرجنا من تونس في يوم سلْخ شعبان. وكان لنا ما سنذكره.

[[شهر رمضان]]

وفيها استهلّ شهر رمضان بالخميس، وهُنّيء به السلطان، ولم يقع من الحوادث ما يؤرَّخ.

[دخول المؤلّف جزيرة جربة]

وفيه -أعني شهر رمضان هذا في يوم الخميس ثامنه- دخلنا إلى جزيرة جرْبة، ونزلنا من الشواني إليها فرأيت جزيرة عجيبة في الجزائر، قريبة من أحد جوانبها إلى البر الكبير، خصبة جداً، ذات كروم وزيتون وغنم كثير وخير وافر. وإلى قرب ميناها حصن منيع دخلت إليه ورأيته، وديارها في بساتينها، وليست بمدينة مسوّرة، بل مفرّقة الأبنية، أنيقة جداً، مربّعة الشكل في الجزائر بوضع غريب، فأقمنا بساحلها ثمانية أيام، فأوسق التجار منها الزيت الكثير وأنواع الأكسية، ثم أقلعنا عنها قاصدين طرابلس الغرب فوصلنا إليها بكرة نهار الخميس خامس عشر شهر رمضان، ونزلنا بها، وفتر عزمي عن السفر في البحر إلى جهة ثغر الإسكندرية، ونويت الإقامة بها، وهُيّئت لي أسباب الإقامة بها على يد تاجرها صاحبنا عبد الحميد العوّادي كلبير التجار بها، فأنعم وتفضّل بمكانٍ سكنّا به. ثم لم نلق بها من ينتسب للعلم، فضلاً أن يعلمه، وفضلاً عن العلماء، بل وجدناها مشحونة بالتجار طلبة الدنيا وأكثرهم عار عن الفضيلة إلّا في تحصيل الدنيا. ورأيتها بلدة كيّسة أنيقة على ساحل البحر، كثيرة الأرزاق والخصب في الرخاء، لكنها زائد [ة]، الظلم، والعامل بها من جهة صاحب تونس، قائدها أبو النصر ابن (٢)


(١) خبر الكسوف في: نيل الأمل ٦/ ١٦٣، وبدائع الزهور ٢/ ٤٠٥.
(٢) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>