للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ترجمة ولده جلال الدين) (١)

٥٣٣ - عبد الرحمن (٢).

الشاب الفاضل، البارع، الكامل.

ولد بمصر في سنة () (٣) وخمسين وثمانمائة.

ونشأ تحت كَنَف أبيه، فقرأ القرآن العظيم حفظاً، ثم حفظ "مختصر الشيخ خليل"، و"ألْفيّة النحو" وعدّة متون، وعرض على جماعة من أعيان العصر، وتعب عليه والده إلى الغاية، وأشغله بالعلم، فأخذ عن جماعة من غالب أعيان علماء العصر، سمع شيخنا العلّامة الكافِيَجي، والبرهان اللقاني، والنور السَّنْهُوري، وآخرين. وسمع الحديث، وأنجب في حداثة سنّه، وفاق الأقران، ولا زال على (الربكه) (٤) والاشتغال حتى مات والده، وورث ماله فطغى، وعلى غير ما يراد منه شيء؟، ولا زال يبذّر المال ويستفرقه حتى أذهبه كله، وكان ناب في القضاء، وزاد في إسرافه وتبذيره. مع البأو الزائد والتّيه والزهو والإعجاب، وصار يصحب الأمراء الأكابر ويداخلهم ويخالطهم من غير مناسبة، ويبعث إليهم بل وإلى غيرهم بالهدايا، ويُراشي ويُحابي لا لغرضٍ صحيح، وخرج عن طوره جدّاً، وصار يركب الخيول المسوّمة والبغال، واقتنى الجيّد من ذلك، ومن العبيد الحبش، وتكلّم فيه معهم بما لا يليق، وطاش، وأظهر نذالة أصل جدّه سُوَيد، كما عرفته في ترجمة عبد الرحمن جدّ عبد الرحمن هذا، ودام على ما هو عليه من السَفه والتبذير تحى انتهت، وقُصفت جميع تلك الأموال التي تركها والده من النقد، ثم التفت إلى غير ذلك من الحواصل، ثم ( … ) (٥) حتى باع الكتب، وكانت شيئاً كثيراً، ثم لم يبق له شيء، وركبته الديون، فأخذ في التصرّف في بعض الأوقاف على مدرستهم. بل وبلغني أنه باع حتى باع ثور الساقية، وحتى قلع الرصاص من المجاري، إلى غير ذلك مما لا يحلّ ولا يجوز، وأخذ أرباب الديون في مطالبته، ووُكّل به غير مرة بسبب ذلك، وبسبب ما باعه من الأوقاف، بل ربّما سُجن. ولما رأى أنه لا يفيده ما هو فيه فرّ من القاهرة مختفياً، ثم ورد علينا خبره من مكة، وليته لما دخلها هضم نفسه وانخفض، وأدّبه الدهر وهذّبه، بل صار على ما هو عليه من البأو والزهو والإعجاب.


(١) العنوان شبه ممسوح من الهامش.
(٢) لم اجد له ترجمته.
(٣) بياض في الأصل.
(٤) كلمة غير مفهومة: "الربك"؟
(٥) كلمة غير مفهومة: "ونم"؟

<<  <  ج: ص:  >  >>