للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بساتين الوزير، في جماعة قليلة من خواصّه، ونزل بالقرب من بركة الحبش، وأقام إلى آخر هذا النهار، ثم عاد إلى القلعة. ثم لما أصبح في يوم الأحد تاسعه، نزل أيضاً من القلعة، فتوجّه إلى قريب المطرية ونزل هناك، ثم عاد في آخر النهار، وتكرّرت ركبات هذا السلطان حتى خرجت عن الحدّ، ولا سيما بالسنين الآتية بعد هذه السنة، حتى أهمل عدّة من المؤرّخين الكثير من ركبانه لكثرتها و ( … ... ) (١) يحدّ الضبط.

(نادرة غريبة من المعقولات) (٢)

وفيه- أعني هذا اليوم- أحضر شيخ من الجند (السلطاني) (٣) يسمّى يوسف السيفي يشبُك الصوفي (٤) حصاة إلى شيخنا العلّامة الشيخ أمين الدين الأقُصُرائي، زِنتها نحو السبع دراهم، مكتوب على أحد شقّيها: "قرُب الوقت"، وعلى الشق الآخر: "اعتبروا واتقوا اللَّه" بخط ناتيء (٥) كالعروق في الحجارة بصفة غريبة بغير نُقط تؤذن من رآها أنها ليست من فعل البشر لهما في هيئة خطها من الغرابة، ولون الحصاة إلى السُمرة، والخط إلى الغبرة والسواد، وذكر يوسف هذا أنه وجدها بالقرب من دار الضيافة بالصّوّة، وذكر أنه وجدها كالتي تتحرّك وتمشي، بل وجدها تمرّ بين يديه. ولما ذكر ذلك للشيخ حصل عنده من ذلك غاية الخشوع والاستكانة، لأنه حمل يوسف هذا على الصدق. ثم أمره أن يبديها للناس، ويذكر لهم كيف وجدها. والظاهر، بل الجزم اليقين أنها قد افتُعل بها ذلك، ولعلّها من فعل الذي ذكر أنه وجدها، فإنه عجيب في مثل هذه الأمور، فإنه يكاد أن يكون شيطاناً، بل هو شيطان في خفية إنسان.

[[ترجمة يوسف السيفي يشبك الصوفي]]

٤٤٣ - وهو موجود إلى الآن، كان يشبك الصوفي قد اشتراه وأعتقه، ودام عنده حتى مات (٦).


(١) كلمتان مطموستان.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) ضرب على كلمة "السلطاني" في الأصل.
(٤) هو: يشبك الصوفي المؤيدي: نائب طرابلس. توفي سنة ٨٦٣ هـ. انظر عنه في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٢٧ و ٢٠٠، والدليل الشافي ٢/ ٧٨٨، ٧٨٩ رقم ٣٦٥٨، والمنهل الصافي ١٢/ ١٣٨ - ١٤٠ رقم ٢٦٦٨، والضوء اللامع ١٠/ ٢٧٠ رقم ١٠٧٥، ووجيز الكلام ٢/ ٧٢٧ رقم ١٦٧٢، والذيل التام ٢/ ١٤٠، ونيل الأمل ٦/ ٥١ رقم ٢٤٥٧، وحوادث الزمان ١/ ١٤٣ رقم ١٤٦، وبدائع الزهور ٢/ ٣٥١، وتاريخ طرابلس ٢/ ٥١ رقم ١١٨، Sobernheim-v:p.p ١٧٢.
(٥) في الأصل: "ناتء".
(٦) مات يشبك الصوفي سنة ٨٦٣ هـ. كما تقدّم.

<<  <  ج: ص:  >  >>