للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتابة مرسوم بحضور الأتابك أُزْبَك من حلب هو ومن معه من الأمراء، وإحضار قاصد شاه سوار معهم.

واتفق من الغرائب أن الأتابك خرج من حلب إلى جهة مصر قبل ورود الأمر عليه بذلك ووصوله إليه (١).

[[الإشاعة بالصفح عن شاه سوار]]

وفيه كُتب مرسوم لنواب البلاد الشامية بأن التجريدة ستخرج بعد شهر رمضان إلى جهة حلب لأجل شاه سوار هذا، بعد أن أشيع بالقاهرة بأنه سيقع الصفح، فتعجّب الناس من هذه الإشاعة المناقضة لهذا الحال، وتحيّروا في هل الأمر، راجع إلى الصلح أم إلى القتال؟ (٢).

(ترجمة جقمق نائب دمياط) (٣)

وفيه - أعني هذا اليوم - استقر في نيابة دمياط جقمق الظاهري (٤).

٥٥٣ - وجقمق هذا موجود إلى يومنا هذا الذي نحن به في عصرنا الآن، فلْنُترجمه:

أصله من تركمان البلاد الحلبية.

ويقال إنه كان مكارياً بحلب بعد قدومه إليها من بلاده، ثم قدم بعد ذلك القاهرة، وصار تبعاً عند الصارمي إبراهيم خازندار المقام الناصري محمد بن الظاهر جقمق، وآل به الأمر أن نزل في ديوان الجُند السلطاني فى دولة الظاهر المذكور بواسطة إبراهيم المذكور، وذلك لدعابة وبجاحة وتمسخُر كان يُبديه له، ودام على ذلك مدّة إلى سلطنة الأشرف قايتباي، فسعى في نيابة دمياط، يقال بمالٍ بذله في ذلك. وكان قبل ذلك قد صُيّر خاصكيّاً على إقطاع جيّد، فوُلّي دمياط في هذا اليوم وباشرها، وحصل له منها المال والمنقوع على ما قيل، ثم صرف عنها، فسعى في نيابة القدس ظنّاً منه أنها فيما قصده فوق دمياط، فوُلّيها بعد هذا التاريخ وتوجّه إليها، فلم ينتُج له بها أمر، وصُرف عنها وعاد إلى القاهرة، فرتّب له


(١) خبر المشاورة في: إنباء الهصر ١٦٠، وتاريخ البُصروي ٤٣، ونيل الأمل ٦/ ٤٠٨، وبدائع الزهور ٣/ ٤٢.
(٢) خبر الإشاعة في: نيل الأمل ٦/ ٤٠٨.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) انظر عن (جقمق الظاهري) في: نيل الأمل ٦/ ٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>