للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأخبار والتراجم والتي تفرّد بها

يستهلّ المؤلّف - رحمه اللَّه - كتابه بذِكر اسم خليفة المسلمين العباسي، المعتضد باللَّه داود بن المتوكل على اللَّه محمّد بن المستكفي باللَّه سليمان، في سنة ٨٤٤ هـ. ويذكر أن اثنين آخَرَين كانا ينازعانه في لَقَب "أمير المؤمنين" في العالم الإسلامي حينذاك، هما:

- الإمام الزيدي صاحب اليمن.

- وصاحب الدولة الحفصيّة ملك تونس والمغرب.

وهو يؤكّد أنه سمع خطيب جامع الزيتونة بتونس في شهر ذي القعدة سنة ٨٦٧ هـ، وهو يدعو لعثمان الحفْصي بوصفه: الخليفة، الإمام، أمير المؤمنين. وأنه سمع غالب خطباء تونس بعد ذلك يدعون له بنحو ذلك، وأن المكاتبات كانت تصدر عنه وهي مُعَنْوَنة بأمير المؤمنين المتوكّل على اللَّه (١).

وبعد ذلك يستعرض أسماء سلطان مصر والشام والحجاز وما والاها، وسلطان اليمن، وسلطان المعجم، وسلطان الروم، وسلطان قَرَمان، وسلطان المغرب الأدنى، أي تونس وما والاها من أعمال إفريقية، وسلطان تِلِمْسان، وسلطان المغرب الأقصى، وسلطان الأندلس، وسلطان أَذَرْبَيْجان، وصاحب هُرمُز، وصاحب حصن كَيْفا، وصاحب مكة، وأمير المدينة المنوّرة. ثم يستعرض الأمراء الكبار في مصر، بدءًا بالأمير الكبير أتابَك العساكر حتى الأمير الأستادّار، وبعدهم قضاة القضاة بمصر، ثم كُفّال الممالك الشامية، وكاشف الكُشّاف بالوجه القِبْلي، وأخيرًا نائب الإسكندرية (٢).

وهو توقّف مطوَّلًا عند السلطان الملك الظاهر جَقْمَق، حيث قال: إنه لما تَسَلْطَن على مصر سمَّى نفسه "محمدًا"، وأراد أن يُبطِل اسم "جَقْمق" بالكلّية، وأن تصدر المكاتبات عنه باسم "محمّد"، وأن يُنقَش على السّكّة، ويُثبَّت على جميع تعلّقات السلطنة من الطُرُز والرُنُوك والداغات، وغيره، لولا أنْ صرفه عن ذلك أحد


(١) الروض الباسم، ١/ ٢ أ.
(٢) الروض الباسم، ١/ ٢ أ - ٥ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>