للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خاصكيًّا بعده، أظنّ في هذه الدولة الأشرفية الإينالية. ويغلب على الظنّ أنه صار خاصكيًّا في دولة العزيز يوسف ولعلّه أقرب عندي، ودام على ذلك مدّة حتى تسلطن الظاهر خشقدم فيما بعد هذا التاريخ، فعيّنه ساقيًا (بسفارة) (١) دواداره المعروف بسلطان ليلة بعد ذلك، فإنه كان بينهما صحبة. ثم أمَّره خُشقدم (في آخر) (٢) دولته وصيّره من رؤوس (٣) النُوَب، كل ذلك بعناية خير بك المذكور، فإنه كان مختصًّا به جدًّا، ودام على ذلك إلى سلطنة الأشرف قايتباي سلطان عصرنا الذي نحن فيه، فقرّبه أيضًا، وغيّر إقطاعه بإمريّة، وصار من معلّمي الرمح لمماليكه، وهو باقٍ على ذلك. وكان قد تزوّج بأمّ ولد الأمير قانِبَك المحمودي أمير سلاح، وهي في عصمته الآن، وهو الذي قام بتربية ولد قانِبك المذكور، وأحسن تربيته، وعُيّن مرة إلى إحدى نوبات سِوار.

وهو إنسان حسن، وله سمت حَسَن وتؤَدة، وعنده أدب وحشمة، وتواضع، وسكون زائد، ومعرفة بكثيرٍ من الأنداب وفنون الفروسية. وهو رأس في معرفة الرمح، وله محبّة في أهل العلم، ويميل إليهم وإلى الفضائل، مشكور السيرة، خيّر، ديّن، عفيف، نزِه، قَلّ في أبناء جنسه مثله.

وهو ممن بعث بهم قصروه إلى الأشرف بَرسباي، مشهور في الأدب من مماليك قصروه المشهور (٤).

[[نيابة الإسكندرية]]

وفيه، في يوم الأربعاء خامسه استقرّ في نيابة ثغر الإسكندرية كسباي المؤيَّدي المعروف بالسمين نائب القلعة عِوَضًا (٥) عن جانِبَك النَوروزي المعروف بنائب بَعْلَبَك بحكم وفاته بها على ما سيأتي في الوقعات إن شاء اللَّه تعالى (٦).

[[نيابة القلعة بالقاهرة]]

وفيه -أعني هذا اليوم- استقرّ في نيابة القلعة خير بك القصروي الوالي


(١) كلمة ممسوحة، والمثبت من: المجمع المفنّن ٢/ ٢٠٤.
(٢) كلمتان ممسوحتان، استدركناهما من المجمع المفنّن ٢/ ٢٠٤.
(٣) في الأصل: "روس".
(٤) انظر عن (برد بك المعروف بعرب) في: المجمع المفنّن ٢/ ٢٠٣، ٢٠٤ رقم ٩٣٠ وفيه: برد بك من قصروه.
(٥) في الأصل: "عوض".
(٦) خبر نيابة الإسكندرية في: النجوم الزاهرة ١٦/ ١٥٣، ونيل الأمل ٦/ ٩٥، وبدائع الزهور ٢/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>