للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى مكان ببحريّ الصالحية، وإذا بعربان ابن (١) عجلان من أصحاب تمربُغا وقد وافوه، ونهبوا جميع ما كان معه، حتى مراسيم السلطان، ولم يتركوا له غير ما معه من المراكيب لا غير، فعاد على أقبح وجه، فعظُم ذلك على السلطان وزاد ما به. ثم سأله السلطان فيما بينه: هل رأى تمربُغا نفسه، فأخبر بأنه لم يره. وقيل: بل قال له: رأيته على بُعد. ويقال إنه علم باطن الأمر وأخفاه عن السلطان، لأنه من حزب تمربُغا وأحد أنْياته.

[[انتداب تغري بردي الأرمني للسفر إلى البلاد الشامية]]

وفيه، أعني هذا اليوم، ندب السلطان تغري بردي الأرمني (٢)، أحد الخاصكية، وعيّنه للسفر للبلاد الشامية، عِوَضًا عن سودون المذكور، وأمره بالخروج لوقته لأجل تجريد جند العسكر المصري، وعَوده إليه بذلك سريعًا.

[[النداء بحظر الخروج من الدور بعد العشاء بالقاهرة]]

وفيه، في يوم الجمعة، سادس عشرينه، نودي من قِبَل السلطان بشوارع القاهرة بأن أحدًا لا يخرج من داره بعد صلاة العشاء، ولا يحمل سلاحًا، ولا يتتام على وإن ونحو ذلك، وهدّد من خالف هذه المناداة، كل ذلك مخافة اتفاق بعض العسكر ليلًا للخروج إلى الظاهر تمربُغا، كما وقع له هو في ليلة كائنة خيربك التي أدّت وآلت إلى سلطنته، وكان ذلك بمندوحة ما قدّمناه من الأوهام التي أشيعت.

[نجاة تمربُغا بنفسه والاستيلاء على مخلّفاته]

وفيه، في آخر النهار، ورد الخبر من يشبُك الدوادار بأنه عيّن جماعة عليهم جَكَم قَرا للكبس على الظاهر تمربُغا، وأنهم لما توجّهوا إليه كادوا أن يظفروا به، ففاتهم ونجا بنفسه. وذكر يشبُك في مكاتبته أن السلطان لا يهتم لذلك، فإنه سيؤخذ عن قريب، وذكر فيها أيضًا بأنه لما فاز تمربُغا بنفسه ترك ما كان معه من جِمال وأثاث وغير ذلك من رحله، وكان [معه] (٣) ثلاثة جمال أو أربعة محمّلة بالزاد، وقطار بغال عليها قماشه وأثاثه في أخراج، وأنهم ظفروا بمملوك (٤) كان له


(١) في الأصل: "بن".
(٢) مات (تغري بردي الأرمني) في سنة ٨٧٣ هـ. انظر عنه في: نيل الأمل ٦/ ٣٧٩ رقم ٢٧٩١، وبدائع الزهور ٣/ ٣٥، ولم يذكره السخاوي في الضوء اللامع.
(٣) ممسوحة في الأصل.
(٤) في الأصل: "مملوك".

<<  <  ج: ص:  >  >>