للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومررنا على الموصل وجزيرة ابن (١) عمر، وماردين. ثم بينا نحن في أثناء ذلك إذ وصل لنا الخبر بما وقع لحسن بن قرايُلُك من كسر جهان شاه وقطعه رأسه، وانفصل الأمر، ولم نجتمع بأحدٍ منهما، وحمانا الله تعالى من ذلك، وله حِكَم في ذلك تُنبئ عن تركنا الدنيا غالبًا. ثم بعد ذلك بَلَغَنا وفاةُ خُشقدم أيضًا، وما جرى بعده من الهَرَج والمَرَج بالقاهرة، وتغيّر خمسة من السلاطين بالديار المصرية في مدّة قليلة وكان في غيابنا خيرة عظيمة ولُطف خفي (٢)، كنت أتوسّمه أنا مع ما حصل لنا من العناية من الله تعالى بالحج وتمريغ اللمّة والوجه على الحجر الأسود والأعتاب (٣) النبوية المشرّفة. انتهى.

نقلت هذه الجملة من تعليق بخط الوالد، رحمه الله تعالى، وفيه من الغرائب ما قد وقفتَ عليه يا مخاطَب، بل وفيه ما يغنينا عن إعادة ذِكره مع سياق الكلام منتظمًا (٤).

[[وظيفة الاستادارية]]

وفيه، في يوم الإثنين، سابعه، استقر في وظيفة الأستادّارية الشرف موسى بن كاتب غريب، عِوضًا عن زين الدين (٥).

[[خروج الحاج]]

وفيه، في يوم السبت، تاسع عشره، خرج الحاج، وأميرهم على المحمل نانق، وعلى الأول سيباي على ما تقدّم ذلك (٦).

[سفر والد المؤلّف مع ركب الحاج]

وفيه، في يوم الأحد، عشرينه، خرج الوالد من القاهرة مسافرًا مع الحج، وكان له ما تقدّم ذِكره، وكنت أنا قد تعوّقت بالإسكندرية، ولا عِلم لي بما كان للوالد، ولا له بما كان من قدومي. وكان قد حصل عندي بعض وعك أعاقني عن الحضور صحبة الركب إلى القاهرة.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "ولطفا خفيًا".
(٣) في الأصل: "والعتاب".
(٤) خبر غضب السلطان باختصار شديد في: نيل الأمل ٦/ ٢٦٣، ٢٦٤.
(٥) خبر الأستادرية في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٩٩، ونيل الأمل ٦/ ٢٦٤، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤٨.
(٦) خبر خروج الحاج في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٩٩، ونيل الأمل ٦/ ٢٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>