للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[التجريدة إلى جهة المنوفية والغربية]]

وفيه، في يوم الخميس، خامسه، خرجت تجريدة من القاهرة، عليها أُزبَك رأس نوبة النُوَب، ويشبُك الفقيه الدوادار الكبير، لجهة المنوفية والغربية، لإخراج العربان منها، لإفسادهم بها، وهم في هيئة الطائعين، والحال أنهم أنحس من العُصاة (١).

[[إحضار طائفة من عرب الجيزية إلى القاهرة]]

وفيه، في ليلة السبت، سادسه، خرج الوزير محمد البِبَائي، وتمُر الوالي، وخشكَلْدي البَيْسَقي، أحد الأمراء، ورؤوس (٢) النُوَب، فبيّتوا طائفة من عرب الجيزية المفسدين بها، وأحضروهم للقاهرة (٣).

(كائنة قتل اليهود بفاس وذبح سلطانها عبد الحق المريني) (٤)

وفيه، في حادي عشره، ورد الخبر من جهة مدينة فاس لتِلمسان، بقيام أهل فاس من السواد الأعظم على اليهود بفاس، وقتْلهم عن آخرهم، وأنه لم يخلُص منهم إلّا خمسة ذكور وست إناث، أو أقلّ من ذلك، وهم الذين اختفوا بحيث لم يُطَّلَع عليهم. وكانت كائنة عظيمة ومقتلة كبيرة، آل الأمر فيها إلى ذبح عبد الحق المَرِيني (٥) سلطان فاس وصاحب المغرب الأقصى، مع جلالة قدره وعِظَم شأنه ومملكته، وولي عِوَضه رجل من شرفاء فاس يقال له الشريف محمد بن عِمران (٦).

وكان من خبر هذه الكائنة أن عبد الحق هذا أقام على مُلك فاس مدّةً تزيد على الثلاثين سنة، وكان مغلوبًا فيها مع بني وَطّاس الوزراء، وكان ذلك دأبُهم ببلاد المغرب وبفاس. وجرت العادة أن تكون الغلبة بها والأمر للوزراء، وهم مُلّاك العباد والبلاد، وإليهم الأمر والنهي، ولا يصدر شيء بهذه المملكة إلّا عن رأيهم وإنّما السلطان من بني مَرِين كالآلة معهم، مثل الخلفاء بمصر الآن مع السلاطين من التُرك، بل أولئك أقوى شوكةً من الخلفاء ها هنا. فلا زال عبد الحق


(١) خبر التجريدة في: نيل الأمل ٦/ ٢١٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣٠.
(٢) في الأصل: "روس".
(٣) خبر عرب الجيزية في: نيل الأمل ٦/ ٢١٥.
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) هو: عبد الحق بن أبي سعيد عثمان بن أحمد بن أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن المريني العبد الحقي، سلطان فاس. ستأتي ترجمته في وفيات هذه السنة.
(٦) في موسوعة المغرب العربي ٣/ ٣٣٧ "محمد بن علي الإدريسي نقيب الأشراف بفاس".

<<  <  ج: ص:  >  >>