للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بواسطته كثير من الأذى والضرر الزائد على الناس ما لا يُعبَّر عنه، لكنْ فرّج اللَّه تعالى عن الناس شرّ هؤلاء الجُلبان بموت أسيادهم، ومعاجلة أخذه قبل الخبث، بل لكثير ( … ) (١) الكبير، وأراح اللَّه تعالى العباد، وأزال الفساد حين الاشتداد، وبدايته قبل نهايته، ولله الحمد على ذلك (٢).

(كائنة الطباخ وبغلة القاضي) (٣)

وفيه، في يوم السبت العشرين منه، فُقدت بغلة القاضي محيي الدين عبد القادر الطوخي (٤) الشافعي، أحد نواب الحكم، ثم اطُّلع على طبّاخ أخذها فذبحها، وعمل من لحمها مرقَّقات، وباع ذلك على المسلمين، فظُفر به، فضرب أشدّ الضرب، ثم شُهّر بشوارع القاهرة (٥).

وكان إنسان (٦) من طلبة العلم من الأروام، ممّن أعرفه، يواظب كل الأوقات من هذا الطبّاخ، حتى ذكر لي مرة بأنه لم يأكل عند طبّاخ غيره مثل ما عنده، لكثرة ما في مرقّقاته من الحرارات والأباريز، وكان في أثناء بيعه يقول: ياكرّ طاهر، وعِرق ظاهر، فلما اطّلع عليه، وفُعل به ما فعل، صَدَفَه هذا الإنسان وهو يُشهّر بالقاهرة ( … ... … ) يخبره وقال: إن اللحم كان عليه بغير ثمن، فلا جَرَم كان يكثر أباريزه، وهذا يضاهي في قوله عِرقٌ ظاهر، فإنه عِرق البغل، ولا خلاف في إظهاره.

[[وصول كتاب الخواجة الأندلسي إلى السلطان بالقاهرة عن الكائنة بفاس]]

وفيه أيضًا وصل كتاب إلى القاهرة من الخواجة (٧) إبراهيم الإفرنتيني الأندلسي المدجَّن إلى السلطان ووكيله ( … ) (٨) يخبر السلطان فيه بكائنة


(١) كلمة مطموسة.
(٢) كائنة طلوع التجار في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٩٠، ٢٩١، ونيل الأمل ٦/ ٢٢٥.
(٣) العنوان من الهامش.
(٤) هو عبد القادر بن علي بن رمضان بن علي، محيي الدين الطوخي القاهري الشافعي سمع من السخاوي، واشتغل يسيرًا، وصحب ابن قاضي عجلون وقتًا، وتكسّب بالشهادة عند الشهاب القليحي. (الضوء اللامع ٤/ ٢٧٧ رقم ٧٣٣) ولم يؤرّخ السخاوي لوفاته.
(٥) كائنة الطباخ في: وجيز الكلام ٢/ ٧٧٢، والذيل التام ٢/ ١٨٨، ونيل الأمل ٦/ ٢٢٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣٣.
(٦) في الأصل: "وكان إنسانًا".
(٧) في الأصل: "الخواجا".
(٨) كلمة مطموسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>