للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولْنرجِعْ إلى ذِكر المتجدّدات في دولة هذا السلطان، وباللَّه المستعان، وعليه التكلان.

(ذِكر سجن خيربك وأحمد بن العَيْني) (١)

وفيه أعني يوم الإثنين هذا، وهو يوم جلوس هذا السلطان على تخت المُلك، في سادس رجب، كما تقدّم، أمر بأن يُسجن خيربك الدوادار الكبير الظاهري، القائم بالفتنة المتقدّم ذكرها بالرَكْبَخانَاه السلطانية، وأن يُسجَن أحمد بن العَيني معه (٢).

وتفقّد خُشْكلدي البَيْسَقي رأس نوبة النُوَب، فلم يوجد في هذا اليوم، ثم كان من أمره بعد ذلك ما نذكره (٣).

[حبْس مُغُلباي الظاهري]

وفيه -أعني هذا اليوم ظُفر بمُغُلْباي الظاهري، فحُبس بالبرج من القلعة، ثم أُخرج إلى القدس بطّالًا بعد أيام قلائل (٤).

[القبض على كَسْباي الدوادار]

وفيه أيضًا قُبض على كَسْباي (٥) الدوادار الثاني، لكنّه لم يحصل عليه


= يا عبادي، كلّكم ضالّ إلّا مَن هَدَيته. فاستَهْدوني أَهْدكُم. يا عبادي، كلّكم جائع إلَّا من أطعمتُه فاستطعِمُوني أُطْعِمْكُمْ. يا عبادي، كُلّكم عارٍ إلّا من كَسَوتُهُ فاستكسُوني أكسُكُم. يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفرُ الذنوب جميعًا. فاستغفروني أغفرْ لكم. يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضَرّي فَتضُرّوني. ولن تَبلُغُوا نفعي فتَنَفعوني. يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخرَكُم، وإنسَك وجِنّكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحدٍ منكم، ما زاد ذلك في مُلكي شيئًا. يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم، وإنسَكم وجنّكم قاموا في سعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلّا كما ينقُصُ المخْيَط إذا أُدخِل البحر. يا عبادي، إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أوفيكم إيّاها. فمن وجد خيرًا فلْيَحْمد اللَّه. ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلّا نفسه".
قال سعيد بن عبد العزيز: كان أبو إدريس الخَوْلاني إذا حدّث بهذا الحديث جَثا على ركبتيه. رواه مسلم في صحيحه، كتاب البِرّ والصِلة والآداب، باب: تحريم الظلم (١٥) -الجزء ٤/ ١٩٩٤، ١٩٩٥ رقم ٥٥ (٢٥٧٧).
(١) العنوان من الهامش.
(٢) خبر سجن خيربك في: نيل الأمل ٧/ ٣١٠، وتاريخ قاضي القضاة العليمي، ورقة ١٣٨ ب.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق.
(٥) هو كسباي من ولي الدين، وقد تقدّم.

<<  <  ج: ص:  >  >>