للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي كان محتسباً، ثم صار فيما بعد نائب الشام في دولة خُشداشه الظاهر خُشقدم على ما سيأتي في محلّه، وولّي الإسكندرية عِوَضاً عن ألْطُنْبُغا اللفّاف المعلّم الظاهري برقودتى، وكان قد وليها ألطُنْبُغا عن الشهابي أحمد بن إينال، ولم تطُل مدّته بها، واستقدم القاهرة على إقطاعه، وزيد عليه عدّة زيادات، فصار الطُنْبُغا كالمقدَّم ألف (١).

(دخول الغُزاة للقاهرة) (٢)

وفيه، في يوم الخميس ثاني عشره، وصل الأمير إينال الأجرود الدوادار الكبير ومقدَّم العسكر الغازي، وتبِعه جميع من سلم من الأمراء والغزاة، ودخلوا القاهرة.

وكانت غزوة العام الماضي وهي غزوة قشتيل أجْوَد من هذه الغزوة لأنهم أخذوا ذلك الحصن المنيع وخرّبوه، ونهبوا شيئاً كثيراً وسبوا وغنموا في الحملة، بخلاف هذه، وللَّه الأمر من قبل ومن بعد.

ومن الغريب الذي يحكى ويخبَّر به في أمر هذه الغزوة أن تغري بَرْمش الفقيه الجلالي نائب القلعة كان فيها، وكان قد نسب الغزاة في العام الماضي إلى غاية التقصير وقلّة المروءة والرأي، وكان يصرّح أنه لو كان معهم لدبّر وفعل ثم فعل، حتى عيّنه السلطان في هذه النوبة فكانت أكثر تقصيرًا من تلك، وكانت تلك خيراً من هذه، فندم تغري بَرْمش على ما كان صدر منه من الكلام (٣).

[[شهر شعبان]]

[[قدوم علي باي الأشرفي إلى القاهرة]]

وفيها، في يوم الإثنين ثاني عشر شعبان، قدم إلى القاهرة علي باي الأشرفي من بلاد [هـ]، وكان قد قُبض عليه بعد خلع الملك العزيز، وأخرج إلى الحبس بالبلاد الشامية، ثم أطلق بها بطّالاً إلى هذه الأيام (٤).


(١) خبر نيابة الإسكندرية في: حوادث الدهور ١/ ١٠٨، والنجوم الزاهرة ١٥/ ٣٦٤، ونزهة النفوس ٤/ ٣٠٤، ٣٠٥، ونيل الأمل ٥/ ١٩٢، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٣.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) خبر دخول الغُزاة في: نيل الأمل ٥/ ١٩٣، وبدائع الزهور ٢/ ٢٤٣.
(٤) خبر قدوم علي باي في: نزهة النفوس ٤/ ٣٠٥، وحوادث الدهور ١/ ١٠٨، والتبر المسبوك ٩٦ (١/ ٢١٤)، ونيل الأمل ٥/ ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>