للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[شادّية بندر جُدّة]

وفيه أيضًا ستقرّ الأمير شاهين الجمالي (١)، صاحبُنا، في شادّية بَنْدَر جُدّة (٢)، وقُرّر في نظر البندر المذكور أبو الفتح محمد بن [العزّ محمد] (٣) المَنُوفي، الذي كان موقّعًا عند السلطان في حال إمرته.

وشاهين الجمالي المذكور موجود الآن، وهو أحد العشرات بمصر. إنسان حسن الذات والصفات، فلْنُتَرجمه على عادتنا في تراجم الأحياء.

[[ترجمة شاهين الجمالي]]

٣٧٦ - هو من مماليك القاضي الريّس جمال الدين يوسف بن كاتب جَكَم، ناظر الخاص، الماضي ذكره في سنة اثنتين (٤) وستين، بل والإشارة إلى مملوكه شاهين هذا. وبل مملوكه هذا من خواصّ أستاذه يوسف المذكور ومن المقرّبين عنده، واشتراه بعد الخمسين وثمانمائة فيما أظنّ، وأدّبه وهذّبه، وأقرأه القرآن وغيره، واجتهد فيه، فتعلّم جُمَلًا من الفنون والفضائل وأنواع الفروسية والملاعيب. ونزل في أيامه بديوان الجند السلطاني، وصار خاصكيًّا، وعرف الأشرف قايتباي من تلك الأيام، حيث جنديّة قايتباي قبل تأمّره. ولما تسلطن قرّبه وأدناه واختص به، فولّاه جُدّة في هذا اليوم وباشرها مباشرة حسنة بعفّة وديانة وأمانة، ثم أمّره عشرة، ودام على شدّيته (٥) على جُدّة عدّة سنين، حتى شُهر بها إلى يومنا هذا، وحج أميرًا بالركب الأول غير ما مرة، وحُمدت سيرته في الحاج وطريقته. ثم وُلّي التحدّث على الأعمال المنفلوطية بعد قتل سيباي العلائي، وجعل السلطان إليه ضبط تركة سيباي المذكور، وأنهى ذلك على أتمّ وجه وأحسنه، ثم استعفى من ذلك، فلم يُجَب إلى الإعفاء، وكرّر سؤاله في ذلك غير ما مرة.

ومن غريب ما وقع له في ذلك أنه كان قد قرّر السلطان في إمرة الركب الأول أحمد بن الجمال يوسف ابن كاتب جَكَم (٦) في سنة ست وثمانين، فاتفق أن حضر


(١) انظر عن (شاهين الجمالي) في: الضوء اللامع ٣/ ٢٩٣، ٢٩٤ رقم ١١٢٣، ونيل الأمل ٧/ ١٧٩، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (المستدرك على القسم الثاني) -تأليفنا- ق ٢/ ١٦٢، ١٦٣ رقم ١٠٢.
(٢) خبر بندر جدّة في: نيل الأمل ٦/ ٣١٩.
(٣) في الأصل بياض، وما أثبتناه بين الحاصرتين من: الضوء اللامع ١١/ ١٢٧ (دون ترقيم).
(٤) في الأصل: "سنة اثنين".
(٥) في الأصل: "شحديته".
(٦) هو أحمد بن يوسف بن عبد الكريم المعروف بابن كاتب جكم. انظر عنه في: الضوء اللامع ٢/ ٢٤٧ رقم ٦٩٣ ولم يؤرّخ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>