للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتوجّه إلى مصر، فعدّى الروضة، ثم دخل إلى المقياس وخلّقه على العادة، وعاد راكبًا النيل إلى السدّ وفتح الخليج بحضرته، ثم ركب المركوب المجهّز إليه من الإسطبل السلطاني بالسَّرْج الذهب والكنْبوش الزَّرْكش، وصعِد القلعة، فخلع عليه السلطان، ونزل إلى داره في مشهد حافل.

[وصول ركب الحاجّ]

وفيه، في يوم الخميس، ثاني عشرينه، وصل الركب الأول من الحاج صُحبة أميرهم تَنِبَك الأشقر، وطلع إلى القلعة، وخلع عليه على العادة.

[[وصول المحمل]]

وفيه، في يوم الجمعة، ثالث عشرينه، وصل المحمل وجميع الحاج، وهم بغير أمير لتوجُّه أميرهم إلى القدس، على ما عرفته.

(قدوم ابن (١) الكُوَيز من بلاد الروم) (٢)

وفيه، في يوم الأربعاء، ثامن عشرينه، قدم إلى القاهرة الأمير زين الدين عبد الرحمن بن الكُويز (٣) من بلاد الروم، وطلع من غده إلى القلعة، وخلع عليه السلطان كامليّة، ورحّب به، وكان الزين هذا قد خرج من مدّة مديدة مختفيًا، وتوجّه في اختفائه إلى بلاد الروم خوفًا من الظاهر خُشقدم، ليبعُد عن ظلمه وشرّه وجوره وعسفه.

وذكر لي بعض أصحابي من الأروام، قال: لما وصل عبد الرحمن هذا إلى بلاد الروم واجتمع بالوزير محمود باشا وزير ابن (٤) عثمان، ذكر له أنه كان وزيرًا لصاحب مصر، وقصد بذلك ضخامة نفسه، حيث إن اسم الوزارة هناك له فخامة، وأراد أن يروج بسبب ذلك عندهم، فأوصله محمود المذكور لابن عثمان، ورحّب به واهتم لأجله. ثم بينا هم في أثناء ذلك، إذ عرفه إنسان، فأخبر بأنه كان ناظر الخاص بمصر، فسُئل: هل كان وزيرًا؟ فقيل: لا. فانحطّ قدره لذلك، كونه تكلّم بما لم يكن على أنه ذكر أن وظيفة نظر الخاص بمصر فوق الوزارة بها، ومع ذلك فلم يرُج بذاك لظهور الكذب، ورتّب له ابن عثمان شيئًا ببُرصا، وأمره بأن يخرج إليها فيقيم بها.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) هو عبد الرحمن بن داود بن عبد الرحمن بن داود بن الكويز.
(٤) في الأصل: "بن".

<<  <  ج: ص:  >  >>