للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحواصل، ونقل أهل الديار الملاصقة لصور الميدان حوائجهم، وجزم جماعة بوجود الفتنة ووقوعها.

[وصول قاصد حسن بن قرايُلُك]

وفيه- أعني هذا اليوم- طلع قاصد حسن بن قرايُلُك، صاحب ديار بكر، بل وصاحب أَذَرْبَيْجان والعراقين، وعلى يده مكاتبة مُرسِله وبعض هدية، وهي خمسة (١) جمال بَخَاتي جياد، ومملوكان من جنس الجركس، وزَرَدية جيّدة جدّاً، وأحضر معه عدّة مفاتيح لعدّة حصون وقلاع، سمّاها في مكاتبته، مما استولى عليها حسن المذكور من ملك العراق وأذَرْبَيْجانَ من ممالك جهان شاه بن قَرايوسف، وأكثر من التواضع في مكاتبته إلى الغاية، وذكر فيها أنه من جملة مماليك السلطان، وأن كل ما (٢) ملكه من البلاد من ممالك وقلاع وغيرها إنما هو زيادة في ممالك السلطان، وأنه نائبه في جميع ذلك، وأنه يلتمس أن يبعمث إليه الخِلَع بذلك ليتشرّف بها، فاغترّ هؤلاء بذلك، حتى كان هو السبب الأعظم في طمعهم بعد ذلك في مملكة حسن، لا سيما بعد موته، حتى جرى عليهم من كائنة مايُنْدُر من ذلك ما جرى كما سيأتي ذلك في محلّه من سنة خمس وثمانين (٣) إن شاء اللَّه تعالى.

ثم إن السلطان أكرم هذا القاصد غاية الإكرام، وأنزله وأجرى عليه من الرواتب ما يليق بمثله، بل وزيادة، وأجابه لكل ما سأله مرسله. وكان من أمره ما سنذكره (٤).

(بداية فشاء الطاعون بالقاهرة) (٥)

وفيها- أعني هذا الشهر- أخذ الطاعون في الفشاء والظهور بالقاهرة.

وفيه، في يوم الخميس، خامسه، كانت عدّة من يرد اسمه لديوان المواريث الحشرية من الموتى بالطاعون خمسةً وأربعين نفْساً، وهذا هو التعريف. ثم أخذ الطاعون في التزايد شيئاً فشيئاً، كما سنذكره لك وتعرفه إن شاء اللَّه تعالى.


(١) في الأصل: "خمس".
(٢) في الأصل: "كلما".
(٣) في الأصل: "سنة خمسة وثمانين".
(٤) خبر وصول القاصد في: إنباء الهصر ٥٢، ٥٣، ونيل الأمل ٦/ ٣٦٠، وبدائع الزهور ٣/ ٢٧.
(٥) العنوان من الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>