للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أيضاً محمد بن أبي الفَرَج المعزول عن الأستادّاريّة كما ذكرناه من قبل، نقلاً من منزل الوزير، وكان في تسليمه كما قدّمنا ذلك، فمُحِنا وأُهينا، وبُطح الأمير محمد المذكور إلى الأرض بين يدي طوغان المذكور، وضرب بحضرته ضرباً شديداً، ولم يتأدّب معه طوغان المذكور ولا احتشم (١)، كل ذلك بإغراء زين الدين الأشقر المذكور، وهو يوطّيء لنفسه الأمور، وكان هذا أول ظهور زين الدين المذكور ومبدأ استفحال أمره حتى يظهر نفسه ليبلغ مقاصده التي يأملها، فصار يرشّح نفسه وتعدّي طوغان ويحدّثه على أمور حتى ينفّر منه الخواطر ليسهل أمره هو إلى أن صادفه سعده على دعم الكبير من أبناء الدنيا، وآل أمره إلى ما سنذكره من العظمة الزائدة التي يكاد أن لم يصل إليها غيره، ثم إلى ما سنذكره من المِحَن والشدائد، إلى أن مات تحت العقوبة والمصادرة في أوائل الدولة الأشرفية قايتباي سلطان عصرنا هذا، كما سيأتي تفصيل ذلك إن شاء اللَّه تعالى في أثناء متجدّدات السنين الآتية، وفي ترجمة زين الدين هذا في سنة أربعٍ وسبعين.

[[تعيين أمراء لغزو الفرنج]]

وفيه عيّن السلطان: يونس الأمير اخور، وتَغري برْمَش الزرَدْكاش، وعدّة من الجُند السلطاني لغزو الفرنج بسبب كثرة عبثهم في البحر الملح وأخْذهم بعض مراكب تجار المسلمين في البحر وبسواحل بعض البلاد، وهجوم بعض المِيَن، كدمياط وغيرها (٢).

[تفقّد مقياس النيل]

وفيه في ثامن عشره، وهو خامس عشرين بؤونة (٣) تفقد ابن (٤) أبي الردّاد أمين المقياس النيلي أمر المقياس، فأخذ قاع البحر، فجاءت القاعدة ستة أذرُع وأربعة أصابع.

[[البشارة بالنيل]]

وفيه في التاسع عشر منه وهو سادس عشرين بَؤونة (٥) بُشّر بالنيل المبارك،


(١) خبر الإهانة في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٠٢.
(٢) خبر تعيين الأمراء في: السلوك ج ٤ ق ٣/ ١٢٠٣، ونيل الأمل ٥/ ١٢٠.
(٣) في الأصل: "بونه".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "بونه".

<<  <  ج: ص:  >  >>