للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زعمهم، وكانوا يجتمعون عنده فيها للاشتغال بأمور دينهم، ثم جعلها مجلسه لمثل ذلك، وآل الأمر إلى أن جُعلت في حكم الكنيسة، فرُفع عنهم أنهم أحدثوا كنيسة، فكان ما ذكرناه من الكشف، وأمروا أن لا يجتمعوا بها، وأن تؤخّر الدار للسُكنى، ثم آل أمرها أنْ ثبت أنها لجهة بيت المال لأن اليهود أحدثوها كنيسة، وثبت ذلك على بعض نواب الحكم الحنفي، وأن لا حقّ لليهود في رقبتها، فحكم بها لبيت المال (١).

[[الأمر بإبطال إصلاح الطرقات]]

وفيه في يوم الأحد ثالثه أبطل السلطان ما كان أمر به من إصلاح الطرقات لما رُفع إليه أن الكثير من الناس قد هربوا، لا سيما من لا شيء له، وحصل بذلك الضرر بواسطة طلب الوالي، إلى غير ذلك. ولعلّه أشير إليه بأن ذلك ليس بشرعي، إذ الطرقات العامة لا دخْل لصاحبي الأملاك فيما يتعلّق بها، ولا ملْك لهم عليها، ولا يلزمهم مؤنها. ولما أبطل ذلك بُنيت الطرقات موعدة بواسطة قطع بعضها وترك البعض، وقاسى الناس من ذلك الشدايد (٢).

[[الفتنة باليمن]]

وفيه في أوله أيضاً كانت الفتنة باليمن بأن ثارت المماليك السلطانية بها على المظفّر بزَبِيد، فخالفوه، وآل أمرهم إلى ما نذكره هاهنا قريباً (٣).

[[فراغ والد المؤلف من كتاب زبدة كشف الممالك]]

وفيه في يوم الثلاثاء رابعه بمَلَطْية فرغ الوالد من تصنيفه للكتاب الذي سمّاه "زبدة كلشف الممالك" (٤) اختصاراً من كتابه الكبير "كشف"، وكتبه قاضي مَلطْية القاضي محمد الحنفي، وهو كتاب جليل في فنّه في بيان ترتيب ملك مصر وأحواله وما يتعلّق بذلك.

(سلطنة المفضَّل باليمن) (٥)

وفيه في يوم الأربعاء، وكان خامسه باليمن أيضاً اتفق المماليك المتقدّم


(١) خبر دار اليهود في المصادر السابقة.
(٢) خبر إبطال الإصلاحات في: إنباء الغمر ٤/ ١٩٦، والتبر المسبوك ٣٦ (١/ ١٠٠)، ونيل الأمل ٥/ ١٧٥.
(٣) خبر الفتنة باليمن في: نيل الأمل ٥/ ١٥٧، وبدائع الزهور ٢/ ٢٣٣، ٢٣٤.
(٤) في الأصل: "المماليك". وهذا الكتاب قمنا بتحقيقه وصدر عن المكتبة العصرية.
(٥) العنوان عن الهامش.

<<  <  ج: ص:  >  >>