للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تعداد الجنائز بالمُصَلَّيات]

وفيه، في يوم السبت، سابع عشرينه، نُقلت الشمس إلى برج الحمل، ووافق ذلك سابع عشر برمهات من شهور القبط، وهو أول فصل الربيع.

وبلغ عدّة من صُلّي عليه بمصلَّى المؤمني مائة وخمسة وثمانين نفرًا، وبمصلَّى البياطرة مائتان وخمسة عشر نفرًا، وبمصلّى باب النصر أربعمائة وتسعة أنفار، وبمصلّى باب الوزير نحو المائة، وبمصلَّى الجسر الأعظم كذلك.

[وفاة ولد للظاهر خُشقدم]

وفيه، في يوم الإثنين، تاسع عشرينه، مات ولد ذكر للظاهر خُشقدم، كان بالدور السلطانية، واسمه () (١)، وكان في السادسة من العُمُر، وأمّه أمّ ولد من سراري الظاهر المذكور.

(اِنتهاء المغسل الذي أنشأه يشبُك الدوادار) (٢)

وفيه - أعني هذا الشهر - كان نهاية المغسل الذي أنشأه يشبُك من مهدي الدوادار، بالقرب من المصنع، تجاه مدرسة الناصر حسن من جهة الشرق، وحُملت إليه موتى المسلمين من الطُرَحاء، وشرع في تجهيزهم من ماله، وحصل بذلك للناس رفق، وتم الأمر على ذلك إلى آخر الطاعون وهلُمّ جرًّا، إلى يومنا هذا، وتمّم بعد ذلك ما بناه إلى جانبَي هذا المغسل من الرَبْعين، والسبيل، والمكتب، ووقف ذَين الرَبعَين على مصالح المغسل المذكور والسبيل والمكتب، بل والحوض المُعَدّ لشُرب البهائم أيضًا (٣).

[[شهر رمضان]]

وفيها استهلّ شهر رمضان بالأربعاء، وهُنّئ به السلطان.

[تعاظُم الطاعون بالقاهرة والغلاء بدمشق]

وكان الناس في أمرٍ مريج من جهة الطاعون، فإنه زاد فيه وعظُم جدًّا، حتى بقيت الجنائز بالطرقات لا لقًطارات، يتبع بعضها بعضاً، وتعطّلت الكثير من المَعَايش، وتكدّرت الخلق بالقاهرة وضواحيها لِعِظَم الطاعون، واشتدّ الغلاء على


(١) بياض في الأصل.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) خبر انتهاء المغسل في: إنباء الهصر ٥٩، ونيل الأمل ٦/ ٣٦٥، وبدائع الزهور ٣/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>