للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو حَسَن في معناه.

توفي في أوائل شوال بعد وعكه بيسير، رحمه الله تعالى وإيّانا.

(ترجمة المحبّ بن الأوجاقي) (١)

٤٩ - محمد بن محمد بن أحمد بن العزّ الأوجاقي (٢)، القاهري، الشافعي.

الشيخ محبّ الدين، أبو الفضل، وأبو عبد الله، المعروف بابن الأوجاقي.

ولد تقريباً -على ما كَتبه إليّ صاحبنا ولده الشيخ تقيّ الدين، حفظه الله تعالى بخطّه- في سنة سبعين وسبعمائة.

ولنذكر ما كتبه إليّ ولده المذكور في ترجمة أبيه هذا، قال: حضر وسمع وقرأ بنفسه على مشايخ الإسلام رواية ودراية، كالسراج البُلقيني، والسراج ابن الملقّن، وحافظ العصر الزين العراقي، والصدر المناوي، وابن أبي البقاء السُبكي، والبرهان الإبناسي، والولوي ابن خلدون، والبرهان ابن (٣) نصر الله البغدادي، وعبد المنعم البغدادي الحنبلي، والشمس الديري، والعمادي، والمحبّ ابن (٤) هشام. ولازم بعد مشايخه المذكورين شيخ الإسلام أبا زُرعة وليّ الدين أحمد العراقي، وصحِبه أكثر من عشرين سنة ليلاً ونهاراً، وأخذ عنه جميع مصنّفاته، وكتب أكثر ذلك بخطه وقرأه أو سمعه إلى أن توفي شيخ الإسلام المذكور، فانقطع الوالد عن الناس في مسجده الذي بالشارع بجوار باب الأنسية وأقام به عشرين سنة لا يخرج منه إلّا لصلاة جنازة، أو عيادة مريض، أو دخول إلى منزل سكنه، أو غرض أخروي، لا يدخل في المدّة المذكورة سوقاً ولا يبتاع منه حاجة، ولا يتردّد إلى أحدٍ من أهل الدنيا بسبب دنياهم، وربّما تردّد إليه الكبير منهم، ملازماً لإشغال الناس بالعلوم الشرعية والعقلية والقراءات (٥) الشريفة، والإصلاح بين الناس، مع مزيد بِرّ وصدقات وإحسان حتى للأغنياء. ولم يقبل وظيفة من وظائف الفقهاء ولا شيئاً من مَبرّات أهل الدنيا من ديوان من دواوينهم. وكان كثير الصيام جدّاً، ويقرأ


(١) العنوان من الهامش.
(٢) انظر عن (الأوجاقي) في: النجوم الزاهرة ١٥/ ٤٩٠، وحوادث الدهور ١/ ٦٣ رقم ٤، ونزهة النفوس ٤/ ٢٤٢ رقم ٨٣٥، والضوء اللامع ٩/ ٤٩، ٥٠ رقم ١٢٧، ووجيز الكلام ٢/ ٥٧٨ رقم ١٣٣٤، والتبر المسبوك ٣٤، والذيل التام ١/ ٦٣١، والذيل على رفع الإصر، ورقة ٨٢ ب، ونيل الأمل ٥/ ١٤٨، ١٤٩ رقم ١٩٩٩، وبدائع الزهور ٢/ ٢٣١.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "القرات".

<<  <  ج: ص:  >  >>