للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فوجده في غاية ما يكون من النكد والتشويش والهمّ، بسبب أخْذ قلعة كركر، فكان من كلامه للوالد: ما تقول في هذه الحادثة العظيمة والوهن والنقص في المملكة، هل وقع مثل ذلك في الأيام الماضية، كون كركر تكون بيد الاكراد الخارجين عن الطاعة، وهي بالقرب من حلب، وتكلّم بكلمات كثيرة، وهو في غاية الانزعاج من هذه الكائنة فأخذ الوالد يهوّن عليه هذه الكائنة ويخفض (١) ما به، فكان من جملة ما قاله: أن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، مع جلالة قدره وعِظَم ملكه وسلطنته، كان جارًا للبيت المقدس وبالقرب منه، لقربه من الديار المصرية، وهو بيد أعداء اللَّه تعالى الفرنج، وقد ملكوه من المسلمين، ثم قام السلطان ولا زال به حتى رجع إلى الإسلام، وكان المحرّك له الأبيات المشهورة التي بعث بها الخطيب الذي كان بالبيت المقدس قبل أخذ الكفّار له، وهي هذه:

يا أيّها الملك الذي … لمعالم الصُلبان نكَّسْ

جاءت إليك ظلامة … تسعى من البيت المقدّسْ

كلّ المساجد طُهّرتْ … وأنا على شَرَفي مدنَّسْ (٢)

ثم ذكر له قضيّة عكا وقربها من الشام، وكانت بيد الفرنج فضلًا عن الأكراد، وكيف ثار الأشرف خليل بن قلاون وأخذها، فعادت للإسلام، إلى غير ذلك من قضايا نحو هذه مما يهوّن عليه الأمر، فأعجبه ذلك بعد أن قال له وفي همّه السلطان وسعده ( ...... ) (٣) على مراده، وستعود هذه إن شاء اللَّه تعالى.

[[استخلاص كركر من الأكراد]]

ثم بعد مدّة قليلة ورد الخبر بأن حسن بن قرايُلك استخلصها ممن أخذها، وأعقب ذلك قاصد حسن المذكور، وعلى يده مفاتيح القلعة ( ......... … ) (٤) من حسن بإعلام السلطان، بأنه استخلصها لتعود إلى مملكة السلطان ( ............ ) (٥) بأن الخدمة له، وأنه قائم بما يتعلّق بأمور هذه المملكة، فأظهر الظاهر الفرح بذلك والسرور (٦).


(١) هكذا. والصواب: "ويخفّف".
(٢) الأبيات في: الأنس الجليل ١/ ٤٦١ وفيه: "منجَّس" بدل "مدنَّس"، وهو ينقلهما عن: زبدة كشف الممالك لوالد المؤلّف -رحمه الله- ص ٢٠.
(٣) كلمتان ممسوحتان.
(٤) كلمتان ممسوحتان.
(٥) مقدار أربع كلمات ممسوحة.
(٦) خبر استخلاص كركر في: نيل الأمل ٦/ ١٩٠، ووجيز الكلام ٢/ ٧٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>