للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ظهرانيهم وطلوعه إلى القلعة، وقد قاموا بأمرٍ من إذهاب الأنفس، فما ظنّك بتدبيرهم إذا دهمهم أمرٌ داهم، وهجم عليهم كبير هاجم، فإلى الله تعالى الالتجاء وهو العاصم.

وأنشدت:

عبر الزمانُ بمن كانت لهم هِمَمُ … وكان عزْمهُم عزمًا لما دَرَبُوا

ومَن تدابيرهم كانت مواقف … وكان ينفع ما قالوا وما حسبوا

وكان آراؤهم (١) تقضي الملوك بها … وكان ما رسموا نهجًا وما كتبوا

تعتمدبهم الأملاك في بُعدٍ … يسترشدونهم حتى بهم غلبوا

مرّوا ففرّوا وفرّوا وانقضوا ومضوا … ولا بقيّة منهمُ كِلاهُمُ ذهبوا

وقد بقينا بقومٍ ما بهم غباء … لا بد أن ينهزموا يومًا إذا نُدِبوا

نسأل الله إصلاحًا لنا ولهم … عساهُمُ يستفيقوا قبل أن ينعطبوا

[[نقل الأمراء المقبوض عليهم إلى سجن الإسكندرية]]

وفيه، في يوم الجمعة سابع عشرينه، أُخرج الأمراء المقبوض عليهم الماضي خبرُهم، وأُنزلوا من القلعة وتُوُجّه بهم إلى ساحل البحر ببولاق، فأُنزل الجميع في مركب وانحدرت بهم إلى حوادر الإسكندرية فسُجنوا بها. وشمت الناس في هذا اليوم بسُنقر الزَرَدْكاش (لأنه سجن) (٢) مرة أولئك الأمراء، ففرح المسلمون بأخذه غاية الفرح، كما كان صدر عنه من المظالم التي تقدّم شيء (٣) من ذِكرها في الدولة الإينالية، لا سيما حين عمارة المراكب على ما تقدّم ذِكره.

ثم نُهبت داره (. . .) (٤) نهبًا، وأُطلق فيها النار، وكان لذلك يومًا مشهودًا، نعوذ باللَّه من شرور أنفسنا.

ثم كان من أمر هؤلاء المخرَجين ما سنذكره، كلٌّ في محلّه إن شاء الله تعالى (٥).

[استقرار تمربُغا مقدَّم أُلوف ورأس نَوبة النُوَب]

وفيه، في يوم الإثنين سلْخ ذي الحجّة استقرّ تمُربُغا الظاهري في جملة


(١) في الأصل: "وكان ارآهم".
(٢) في الأصل ممسوحة.
(٣) في الأصل: "شيئًا".
(٤) كلمة ممسوحة.
(٥) خبر نقل الأمراء في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٦٢، ونيل الأمل ٦/ ١٢٧، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>