للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن ابن (١) مبارك، وعيّن كُسْباي الشِّشْماني (٢) المؤيَّدي لحمل تقليده إليه (٣)، ثم وقع الصلح عن تسفير سودون الأفرم وكُسباي هذا، ولم يخرجا من القاهرة، فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه، ذهب ناموس ملك مصر بذهاب القواعد الملوكية، فإن المقصود كان بالمسفّر إقامة الناموس بنقل المتولّي إلى ولايته مع قاصد السلطان الحامل إليه تقليد الولاية وتشريفها إلى أن يوصله لمحلّ ولايته. وأمّا ما يحصل له من المال فكان ضمنًا لا قصدًا، فانعكس الأمر، بل لم يصر العكس موصلًا للأمير الضمني أيضًا، فصار المقصد أخْذ المال للمسفّر، وبهذه الفعلة وأنظارها كاد مُلْك مصر أن يتلاشى، وبهذا وأنصاره طمع فيه الطامع.

[[توسيط السلطان لاثنين من الغلمان]]

وفيه، في يوم السبت تاسعه أمر السلطان بتوسيط اثنين (٤) من الغلمان، أحدهما بالخِيَميّين بالقرب من الجامع الأزهر، وكان هذا من غلمان بعض المماليك، فاتفق أنْ سكر هذا الغلام، فعربد على الناس، فأحضر لبعض القضاة فحدَّه، فتوجّه لأستاذه وأحضره، فحصل منه تشويش لأهل الجامعٍ الأزهر وغيرهم، وبلغ السلطان ذلك، فأحضرهما وضرب المملوك بين يديه ضربًا مبرحًا، وأمر بغلامه فوُّسّط.

وأمّا الغلام الثاني فكان من كبار المفسدين الشِّرّيرين على ما قيل (٥).

[ختان ولدي كاتب السرّ]

وفيه، في يوم الأربعاء، تاسع عشره، كان ختان ولَدَي الزين ابن (٦) مزهر كاتب السرّ، وهما: بدر الدين الذي وُلّي فيما بعد نظارة الخاص، وهو المحتسب الآن. والآخر إبراهيم، وأحفل لختانهما غاية الاحتفال، وكان هائلًا وختانًا حافلًا ويومه يومًا مشهودًا (٧).


(١) في الأصل: "بن".
(٢) توفي كسباي الششماني في سنة ٨٧٠ هـ. وستأتي ترجمته هناك.
(٣) خبر ولاية يشبك في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨٨، ونيل الأمل ٦/ ٢١١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٩.
(٤) في الأصل: "بتوسيط اثنان".
(٥) خبر التوسيط في: وجيز الكلام ٢/ ٧٦٧، ونيل الأمل ٦/ ٢١٢.
(٦) في الأصل: "بن".
(٧) خبر الختان في: نيل الأمل ٦/ ٢١٢، وبدائع الزهور ٢/ ٤٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>