للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ضرب جماعة من الجند ونفي آخرين) (١)

وفيه، في يوم الثلاثاء سادسه، ضرب السلطان جماعة من المماليك الذين عُيّنوا للسفر، في يوم تفرقة الجمال، لكونهم تهوّروا في الكلام، ونفى آخرين. وصار السلطان في هذه الأيام كلّما قدر على زيادة إظهار حُرمته وشهامته ومهابته فعل، حتى هابه كل أحد، وصعد معه ما أراده، واستعمل قول من قال: من هاب خاب، ومن جسر كثر. لا سيما وهو لا يرثي لأحد، ويظهر الحدّة في مزاجه، الانحراف الكلّي، وإساءة الأخلاق، وصار لا يلتفت لأحد يشفع عنده في أحد، بل ربّما احتدّ عليه، ولو كان ما عساه أن يكون، وعرف كل أحد منه ذلك، فأحجموا عنه، وتركوه وما يريده في جميع أموره، من ولاية وعزْل وغير ذلك، وصار لا يداخله أحد في أموره.

[[النداء بإنفاق الكسوة والجامكية]]

وفيه، في يوم الأربعاء سابعه، نودي بأنّ في غده يكون إنفاق السلطان الكِسوة، وجامكية أربعة (٢) شهور في المعيّنين للسفر (٣).

[تحصيل عشرة آلاف دينار من ابن العَيني]

وفيه أُطْلع للشهاب أحمد بن العَيني على عشرة آلاف دينار، وكان قد خُوّف وأوهم أيضًا، فأظهرها من غير أن يُفعل به شيء (٤)، بل بمجرّد الوهم والتخويف فقط.

[[تفرقة الكسوة والجامكية]]

وفيه، في يوم الخميس ثامنه، جلس السلطان على الدكّة بالحوش، وفُرّقت الكِسوة والجامكية على المسافرين، وصار السلطان يحرّضهم، على أنه إذا وقع القتال أن تنفِروا وتقاتلوا مقاتلة جيدة، ثم تقدّم أمره للأمراء المعيّنين أن يخرجوا يوم الإثنين.

[[خروج العسكر لقتال شاه سوار]]

وفيه، في يوم الإثنين، ثاني عشره، خرج العسكر المعيّن لقتال شاه سوار بتجمّل زائد وعظمة هائلة، وجلس السلطان بالقصر لرؤية الأطلاب المعبّأة حين


(١) العنوان من الهامش.
(٢) في الأصل: "أربع".
(٣) خبر النداء في: نيل الأمل ٦/ ٣١٨.
(٤) في الأصل: "شيئًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>