للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[ضيافة السلطان قاصد حسن الطويل]]

وفيه، في يوم الإثنين، تاسعه، طلب السلطان قاصد حسن الطويل إلى القلعة، وأضافه ضيافة حافلة هائلة ملوكية، وذلك بالحوش السلطاني من القلعة، ثم أضافه بضيافة ثانية في داخل البحرة، وخلع عليه كامليّة بسمّور وفوقاني بطرز زركش، وكان من الفواقي (١) الهائلة. وكان مع هذا القاصد ولده، فخلع عليه أيضاً كاملية هائلة، وحُمل إلى القاصد ألف وخمسمائة دينار، وأشياء أُخر، وجهّز معه خِلعاً هائلة لمرسله، وهدية جيدة ما بين شقق وتفاصيل إسكندراني، وغير ذلك من تُحف وطُرَف وأشياء لائقة. ثم أذِن له بالسفر في يوم الخميس، ثم وادعه بعد أن تكلّم معه بكلام كثير، فيه التعظيم لحسن، وملاطفته وإظهار محبّته ومساعدته على جميع مآربه ومقاصده، وأنه عضده في جميع أموره، وقائم معه في كل ما يرومه (٢).

[ضيافة يشبُك من مهدي لقاصد حسن الطويل]

وفيه، في يوم الأربعاء، حادي عشره، عمل يشبُك من مهدي الدوادار الكبير ضيافة هائلة بداره، وأضاف قاصد حسن المذكور، ثم بعث إليه بخمسمائة دينار وعدّة خيول وقماش وسلاح وغير ذلك، فإن حسن المذكور كان بعث ليشبُك هذا مكاتبة على يد قاصده هذا، وبعث إليه ببعض هدية، وأظهر وداده [ب] مكاتبة يشبُك أيضاً، وبعث إليه بهدية.

وكنت أنا قد وقفت على القوائم التي جاءت صحبة هذا القاصد، بجملة هدايا فصّلها في هذه القوائم من السلطان إلى ما دونه من بعض الأمراء، ومنهم جانبك الفقيه الأميراخور حينئذٍ. ورأيت اسم يشبُك في إحدى القوائم، وكانت (٣) مكتتبة بالفارسيّ، وعرفت ما بعث به إليه، ولم يحضُرني الآن من ذلك إلّا ما رأيته برأس القائمة مكتوباً مصحف شريف، ثم أخذ بعده في تفصيل ما بعث به، لكنه لم يحضُرني الآن.

[[سفر القاصد إلى بلاده]]

وفيه، في يوم الخميس، ثاني عشره، خرج القاصد المذكور مسافراً إلى جهة مُرسِلِه معزَّزاً مكرّماً مبجّلاً، بعد أن حصل له غاية الإنصاف، على ما عرفتَ ذلك،


(١) في الأصل: "من الفواقا".
(٢) خبر ضيافة السلطان في المصادر السابقة.
(٣) في الأصل: "وكان".

<<  <  ج: ص:  >  >>