للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيرهم، من يطالبهم بما قرّره السلطان عليهم من المال مصادرة، وبثّ جماعة لذلك، واستحثّهم في إحضار المال منهم، فحصل بذلك من الضرر ما لا يزيد عليه. وللَّه الأمر (١).

[نقل ابن العَيْني إلي طبقة الزمام]

وفيه نُقل أحمد بن العَيني من دار يشبُك الدوادار إلى طبقة الزمام ثانيًا، وجرت عليه أمور وخطوب. ثم كان من أمره ما سنذكره.

[[تفرقة السلطان بقية الثفقة على الجند]]

وفيه، في يوم السبت ثالثه، جلس السلطان على الدكّة بالحوش، وفُرّقت بقية النفقة على الجند المعيّن للسفر لشاه سوار، وتمّت النفقة في هذا اليوم، ونودي من قبل السلطان عقيب نهايتها بأن الكِسوة تُفرّق في يوم الخميس الآتي، ليستعدّوا لحضورها، ونودي أيضًا بأنه تُفرّق الجامكية عن شهر على من عُيّن للسفر من الجند أيضًا. ونودي أيضًا بأن في يوم الأحد، وهو عند هذا اليوم، تُفرَّق الجمال على المسافرين أيضًا. ونودي أيضًا بأن من له فَرَس في دار السلطان فليحضر أيضًا في يوم الأحد لأخذه، ثم انفضّ الموكب على ذلك (٢).

[ضرب ابن العَيني بين يدي السلطان]

وفيه -أعني هذا اليوم- بعد أن انفضّ الموكب، طلب السلطان أحمد بن العَيني من طبقة الزمام إلى الدُهَيشة، وأمر به فضُرب بين يديه. وكان السبب في ذلك أنه كان قد قرّر عليه بعد أمور وخطوب اتفقت له، مائة ألف دينار وخمسين ألف دينار، وكان قد تسلّمه يشبُك من مهدي لاستخراج ذلك منه، ونزل به إلى داره، وكان قد أخذ منه قبل ذلك جميع بَرْكه ويَرَقه وخيله، وغير ذلك مما يتعلّق بالآت الإمرة، وكان قد أخذ منه تمربُغا أيضًا قبل ذلك خمس مائة بكرة فلفل، وثلاث عشرة (٣) بكرة، وهي مجمل مستكثرة. وكان السلطان هذا أيضًا قد وضع يده على شُوَنه من مُغَلّه له، فيها نحو العشرين ألف إردبّ من الغلال، وأُخذ له عدّة فُسَخ صابون، بنحو الخمسة عشر ألف دينار، فطلب ابن العيني أن يقام من المبلغ الذي قرّر عليه، فقال: إنما ذلك من الذين قد قرّر عليّ، فروجع السلطان


(١) خبر جمع المال في: نيل الأمل ٦/ ٣١٦.
(٢) خبر التفرقة في: نيل الأمل ٦/ ٣١٧.
(٣) في الأصل: "ثلاث عشرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>