للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[خروج الحاج من القاهرة]]

وفيه، في يوم الإثنين تاسع عشره، خرج الحاج من القاهرة مع أميرهم يشبُك الإسحاقي الأشرفي، المعروف بجنّ (١) والأميراخور الثاني، وهو أمير المحمل، وخرج أيضًا يشبُك الجمالي (٢) أمير الأول، وشقّا الرُميلة بطلْبَيْهما، وجلس السلطان بالقصر لرؤية المحمل والطُلْب، ثم خرج الحاج متتابعًا شيئًا فشيئًا إلى أن تكامل بالبركة.

وخرج المنصور عثمان للحج أيضًا مع هؤلاء، وقبل خروجه من القاهرة صعِد إلى القلعة، وأضافه السلطان ضيافة أُخرى ثانية، وخلع عليه للسفر، ونزل من عنده متوجّهًا إلى البركة، أظنّ ذلك في يوم الأربعاء حادي عشرينه، أو قبل ذلك، والله أعلم (٣).

(مخالفة العادة في لبس البياض في هذه السنة) (٤)

وفيه، في يوم الإثنين، سادس عشرينه، ووافق ثالث عشر بشنس، لبس السلطان البياض من غير موكب، ولا في يوم جمعة، فخالف العادة القديمة والحديثة في ذلك، بأنْ لبس البياض من قاعة الدُهشية، وخرج إلى الحوش. وكم لهذا السلطان من نحو هذه من الأشياء التي غيّر بها العوايد، بل أبطلها، فضلًا عن تغييرها (٥).

[[عودة القاضي شرف الدين الأنصاري من جمع العشير]]

وفيه، في يوم الخميس، تاسع عشرينه، قدم القاضي شرف الدين الأنصاري من سفره الذي تقدّم الكلام عليه، لجمع العشير، للخروج مع العساكر المتوجّهة لقتال شاه سوار بن دُلغادر، وجمع من ذلك ما شاء اللّه تعالى أن يجمع من


(١) توفي يشبك الإسحاق الأشرفي المعروف بجن في سنة ٨٧٥ هـ. انظر عنه في: إنباء الهصر ٢٢٩، ٢٣٠ و ٣١٤، ٣١٥ رقم ١٦، والضوء اللامع ١٠/ ٢٧٥ رقم ١٠٧٩، وبدائع الزهور ٣/ ٥٥.
(٢) انظر عن (يشبك الجمالي) في: الضوء اللامع ١٠/ ٢٧٦ رقم ١٠٨٥، ولم يؤرّخ لوفاته، ونيل الأمل ٨/ فهرس الأعلام ٩/ ١٨٤، وحوادث الزمان ١/ ٣٩١ و ٣٩٢، ومفاكهة الخلّان ١/ ١٦٦، وهو مات قريبًا من سنة ٩٠٠ هـ.
(٣) خبر خروج الحاج في: إنباء الهصر ٧٦، ٧٧، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٤، وبدائع الزهور ٣/ ٣٢.
(٤) العنوان من الهامش.
(٥) خبر لبس البياض في: إنباء الهصر ٧٧، ونيل الأمل ٦/ ٣٧٤، وبدائع الزهور ٣/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>