للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[الأضاحي في عيد النحر]]

وفيه، في يوم الثلاثاء عاشره كان عيد النحر فصلّى السلطان صلاة العيد على العادة في ذلك، ثم أخذ في نحر الضحايا وذبْحها ففعل ذلك على عادة السلاطين قبله إلّا الأشرف إينال. وكانت العادة الذبح بالإيوان الكبير، ثم بباب الستارة من الحريم السلطاني ثم بالحوش، وكانت هذه العادة قد أُبطلت في أيام الأشرف إينال لِما تقدّم من خبر ذلك في محلّه من عبث الجُلبان في هذا اليوم حتى امتنع من ذلك فأبطله وجعل ذلك كله بالحوش. فلما تسلطن الظاهر هذا أعاد العادة الأولى كما كانت (١).

(القبض على الأشرفية من الأعيان والأصاغر) (٢)

وفيه، في يوم الخميس سادس عشرينه، كانت كائنة القبض على جماعة من أعيان الأمراء الأشرفية وغيرهم من الأصاغر أيضًا، وكانوا طلعوا في يوم الأربعاء آخر النهار للمبيت بالقصر للخدمة على العادة، فبدر بالقبض عليهم في بُكرة هذا اليوم وهم بيبرس خال العزيز رأس نوبة النُوَب، وجانِبك الظريف أحد مقدّمي الألوف، والدوادار الثاني، وجانبَك المشدّ أحد المقدّمين أيضًا، وقانَمْ طاز الخازندار الكبير وأحد الطَبْلخاناه، وعدّة من العشرات منهم وهم: نَوروز الإسحاقي، وبَرْسْباي أميراخور، وكُرْتُباي، وأبْرَك البَجْمَقْدار (٣)، ودولات باي سِكْسان، وسُنْقُر الزَرَدْكاش المعروف بقَرَقْ سِيق، وكان السلطان قد بيّت على القبض عليهم باتفاقٍ منه مع جانِبك نائب جدّة لشيء ذكره عنهم، وأنه بلغه ذلك، واللَّه أعلم بصحّته، فرتّب السلطان جماعته للقبض عليهم، ولما قبض عليهم، وكّل بهم بالقلعة إلى ما سنذكره.

[[ثورة الأشرفية بالقاهرة]]

وفيه -أعني هذا اليوم- لما شاع هذا الخبر بالقاهرة ثار جماعة من الأشرفية البَرْسْبائية نُصرة لخشداشيهم توفي رجل واحد وثار معهم ووافقهم على ذلك الأشرفية الإينالية وجماعة من الناصرية فركبوا وقصدوا الأمير الكبير الأتابك


(١) خبر الأضاحي في: نيل الأمل ٦/ ١٢٥، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٦.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) البجمقدار= بجمق دار= بشمقدار. لفظ مركّب من: بجمق التركي، بمعنى: النَعْل. ودار: الفارسي، بمعنى ممسِك. ويعني المملوك الذي يحمل نعال الملك أو السلطان. (معجم المصطلحات).

<<  <  ج: ص:  >  >>