للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وصاحب تونس، فذكرت له ما حضرني من ذلك، ثم أخذ يسألني عن الشام وأحواله، وعن القاهرة وملكها، وأنا أجيبه عن كل ما سأل من ذلك، وهو متعجب بما أجيبه. ثم خرج لي أمره في ظهر كتب لي عليه خَطّه، بأن لا يؤخذ منّي مما يلزم التجّار من المغارم، وأكرمني إلى الغاية، جوزي خيرًا.

[[جمادى الآخرة]]

(عقد الظاهر على سورباي وجعلها الخَوَند) (١)

وفيها استهل جمادى الآخرة بالسبت.

ففيه، في يوم الأحد ثانيه، عقد السلطان الظاهر خُشقَدَم على إحدى سراريه، أمّ ولد له، ولدت ابنةً منه، واسمها -يعني هذه السريّة- سورباي (٢)، ولما عقد عليها بعد عتْقها، جعلها الخَوَند الكبرى، عِوَضًا عن الخَوَند شُكْرباي الأحمديّة، ونُقلت إلى قاعة العواميد.

وسُورباي هذه موجودة إلى هذا، عَزْباء. تسكن بدار سودون قراقاش بالحُصريّين، بالقُرْب من الجامع المسمَّى بجامع المارداني. كان استولدها السلطان ابنةً اسمها فرح. ثم لما ماتت الخَوند شُكْرباي عقد على هذه في هذا اليوم، وتولّى العقد قاضي القضاة المحبّ بن الشِحنة. ولما مات أستاذها دامت عَزباء، وخرجت إلى الحج وعادت (٣).

[[إمرة الطبلخاناة]]

وفيه، في يوم الخميس سادسه، استقرّ في الإمرة الطبْلخاناة، التي كانت بيد كُسْباي الشِّشْماني (٤)، جانبك من طَطَخ (٥) الظاهري، الأميراخور الطبّاخ حينئذٍ، الذي صار أميرا خورًا كبيرًا فيما بعد ذلك، ثم أمير سلاح. وستأتي ترجمته إن شاء اللَّه تعالى.


(١) العنوان من الهامش.
(٢) في النجوم الزاهرة: "سوارباي".
(٣) خبر عقد الظاهر في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٩٢، ونيل الأمل ٦/ ٢٣٣.
(٤) مات في هذه السنة، وسيأتي.
(٥) مات جانبك من ططخ في سنة ٨٨٣ هـ. انظر عنه في: وجيز الكلام ٣/ ٨٩١ و ٨٩٥ رقم ٢٠٣٨، والذيل التام ٢/ ٣١٧، والضوء اللامع ٣/ ٥٣، ٥٤ رقم ٢١١، والأنس الجليل ٢/ ٤٤٧، ونيل الأمل ٧/ ٢١٦ رقم ٣٠٨٩، وبدائع الزهور ٣/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>