للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المؤيَّد شيخ وأعتقه، وصيّره خاصكيّاً بعده، ودام على ذلك مدة في عدّة دول، حتى تسلطن الظاهر جقمق، فصيّره من جملة الدوادارية الصغار، ثم وقع له عدّة من الخطوب والمِحَن. ولما تسلطن الأشرف إينال صيّره من العشرات، ودام على ذلك إلى سلطنة خُشداشه الظاهر خُشقدم، فرقّاه إلى إمرة طبْلخاناة، واستمر عليها حتى (استقر به في هذه السنة في إمرة الركب الأول، فلم يَنشَب أن) (١) بغته أجله.

وكان إنسانًا حسنًا، جيّداً، ديّنًا، سليم الباطن والفطرة، وعنده شجاعة ومعرفة بفنون الفروسية والأنداب والتعاليم، رأسًا في الرمح والنشاب وغيرهما، مع خفّة وطيش وتهوّر.

توفي في ليلة الإثنين ثالث جمادى الآخرة، ودُفن بتربته التي أنشأها خارج القاهرة.

وقُرّر في إمرته جانِبَك من طَطَخ الذي صار بعد ذلك أميراخورًا كبيرًا، ثم أمير سلاح، وكان يُعرف بالفقيه.

(ترجمة تغري بَرْمش دوادار آقبردي الدوادار الكبير) (٢)

٣١٨ - • وكَسْباي هذا هو أستاذ تغري بَرْمش الذي هو الآن دوادار آقبردي (٣) قريب السلطان، الدوادار الكبير بعصرنا الذي نحن به. وكان لما مات أستاذه وقد أزوجه بابنته اتصل بعده بجانِبَك من طَطَخ، لكونه أخذ إقطاعه، فصار في خدمته، وترقى عنده إلى أن صُيّر دواداره، ثم دوادارًا لجانَم أحد مقدّمين (٤) الألوف قريب السلطان، ثم لآقبردي.

وهو إنسان حسن السمت، مشكور السيرة بالنسبة إلى غيره، له خبرة ومعرفة تامّة وسياسة وكياسة، وليس بخالٍ من فضيلة وفهْم وحذق.

سِنّه زيادة على الأربعين أو نحو الخمسين.

واسم أستاذه -أعني كَسْباي صاحب الترجمة- مركّب من لفظين أصلاً، هما: جركسية وهي كَسا اسم لجيلٍ من الجركس. وباي، وهي الثانية تركية وهي معروفة، ويحتمل أن تكون فارسية. وهي كاسَة باي، وكاسَه بمعنى الكأس بالعربي، والأول أظهر، وأسقط الألِف استخفافاً على اللسان.


(١) ما بين القوسين عن الهامش.
(٢) العنوان من الهامش.
(٣) توفي (آقبردي الدوادار) في سنة ٩٠٤ هـ. انظر عنه في: حوادث الزمان ٢/ ٧٨ رقم ٦٠٩، ومفاكهة الخلّان ١/ ٢١٨، وإعلام الورى ٩٨، وبدائع الزهور ٣/ ٤٢١.
(٤) الصواب: "أحد مقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>