كتاب الروض الباسم في حوادث العمر والتراجم

[جمادى الآخرة] - [خروج المؤلف من طرابلس الغرب] - ج: 2 - ص: 312

[خروج المؤلّف من طرابلس الغرب]

وتهيّأت أنا أيضًا للسفر إلى تونس عائدًا إليها مع هذه الرفقة. وبلغ أبا النصر عزمي، فاختشى (١) من ذِكري له بسوء عند صاحب تونس، أو ولده المسعود، فبعث إليّ يستعطف خاطري، ويعتذر إليّ، حتى حلفت لقاصده يمينًا أنني لا أذكره بسوء. ثم بعث إليّ بشيء على جهة الهدية، فلم أقبله. فتوهَّم شيئًا، ولم يزل حتى قبلت ذلك.

وفيه، في ثانيه خرج شاشي المذكور بجماعة، وخرجت أنا مع هؤلاء من جملة المتوجّهين إلى تونس.

[[تعيين تجريدة للبحيرة]]

وفيه، في يوم الثلاثاء، ثالث عشره، عيّن الظاهر خُشقدم تجريدة للبُحَيرة، فكتب من الجُند السلطاني أربعمائة جندي، عليهم أُزبك من طَطَخ حاجب الحجّاب، وصُحبته عدّة من الأمراء، منهم جانبك [كوهيه] (٢) أحد الطبلخاناه، والدوادار الثاني، وكَسْبَاي الشِّشّماني (٣) المؤيَّدي، أحد الطبْلخاناه أيضًا، المعروف بالسمين. ومن العشرات أرغون شاه الأشرفي (٤) أستادّار الصحبة، [وقانَم نَعْجَة] (٥)، وجانَم أمير شُكار، وتَنِبَك الأشقر (٦)، وتَغْري بَرْدي الطيّاري (٧)،

---

(١) في الأصل: "فاختشا".
(٢) ممسوحة في الأصل. استدركناها من: النجوم الزاهرة. ومات جانبك كوهيه في سنة ٨٨٧ هـ. انظر عنه في: الضوء اللامع ٣/ ٦٠ رقم ٢٤٠، ونيل الأمل ٧/ ٣١٠ رقم ٣٢٠٠، وبدائع الزهور ٣/ ١٩٢.
(٣) مات كسباي الشِشْماني سنة ٨٧٠ هـ. انظر عنه في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٤٦، والضوء اللامع ٦/ ٢٢٨، ٢٢٩ رقم ٧٨٢، ووجيز الكلام ٧٨٠ رقم ١٧٩٨، والذيل التام ٢/ ١٩٧، ١٩٨، ونيل الأمل ٦/ ٢٣٤ رقم ٢٦٤١، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣٥، ٤٣٦.
(٤) كان أرغون شاه الأشرفي موجودًا سنة ٨٧٥ هـ. وقد عُيّن لنيابة صفد، ثم بطل ذلك وأعيد إلى غزة. انظر: إنباء الهصر ٢٣٧، ونيل الأمل ٦/ ٤٣٤.
(٥) ما بين الحاصرتين ممسوح في الأصل. استدركناه من النجوم الزاهرة.
وقد مات "قانم نعجة" سنة ٨٧١ هـ. وستأتي ترجمته فيها.
(٦) توفي تنبك الأشقر في سنة ٨٨٤ هـ. انظر عنه في: المجمع المفنن ٢/ ٣٦٥، ٣٦٦ رقم ١١٣٩، ونيل الأمل ٧/ ٢٤٦، رقم ٣١٢٣، وبدائع الزهور ٣/ ١٦١.
(٧) مات تغري بردي الطياري سنة ٨٨٥ هـ. انظر عنه في: إظهار العصر ٣/ ١٣٠، والمجمع المفنّن ٢/ ٢٩٠ رقم ١٠٥٧.