للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدعاوى عليه بأمور قبيحة مهولة منها بأنه يسجد للشمس، ومنها أنه يضرب الدراهم المغشوشة، ويتجاهر بالمعاصي، ويستحلّ أموال الناس والرعايا وأمثال هذا، وأشباهه مما يطول الشرح في ذكره على التفاصيل. وطال المجلس في ذلك إلى قريب الظهر، وأُحضرت عدّة محاضر كتبت بتلك البلاد لغالب ما ادُّعي به، وكانت الشكوى عليه عند بعض نواب الحنفي، وأخذ ذلك النائب يتوقّف في كثير من الأشياء، ولم يقدم على التحرّي في الحكم، وأخذ في الاستئناف في الأمر، فنُقلت الدعوى من عنده إلى القاضي المالكي الحسام بن حُرَيز ما ادّعى على ( … ... ) (١) بنفسه. وآل الأمر في ذلك أن حكم في ذلك المجلس بسفك دم حمزة هذا. وضجّ الكثير من العوامّ بالدعاء لما حكم القضاء في هذا، وآل الأمر بعد أمور مُنكرة إلى أن سُلخ جلده وحُشي تبنًا، وطيف به على جمل بشوارع القاهرة، ثم أخرج على تلك الهيئة إلى عياله وطيف به بتلك النواحي والمنادي أمامه، ودام على ذلك مدّة وهو (يطاف به) (٢) وينادَى عليه ( ..................... … ) (٣) كذلك برهة من الوقت واشتفى به الكثير من الخلق، وشمت الكثير، وكان كل ذلك بواسطة قيام جانبك نائب جدّة ومَيله إلى تلفه بعد أن كان السلطان بادر إلى التحرّك لأجل ما كان وعد به حمزة هذا من المال، ومع ذلك تغلّب مراد جانِبَك على مراد السلطان (٤).

[[تقرير والد حمزة في مشيخة الغربية]]

وفيه، في يوم السبت، ثامن عشره، قُرّر غيث والد حمزة المذكور في مشيخة إقليم، عوضًا عن ولده حمزة المذكور بمالٍ وعد به له صورة، وخلع عليه بذلك، ثم وُكّل به لأجل المال، ثم كان له بعد ذلك ما سنذكره (٥).

[الحكم بالسجن على المتَّهَمين بالزندقة]

وفيه وصل القاضي محيي الدين بن عبد الوارث ومحمد الخازندار الماضي خروجهما لمن ذكرنا من الطائفة الذين قيل عنهم إنهم زنادقة أو نحو ذلك، وأُحضر الجماعة الذي نُقل عنهم بتمامهم وكمالهم وصعد بهم إلى القلعة في ثاني يوم


(١) كلمتان ممسوحتان.
(٢) كلمتان ممسوحتان، استدركناهما من: نيل الأمل.
(٣) مقدار إحدى عشرة كلمة ممسوحة.
(٤) خبر انعقاد المجلس في: نيل الأمل ٦/ ١٤١ رقم ٢٥٥١.
(٥) خبر تقرير والد حمزة في: نيل الأمل ٦/ ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>