للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كِراك حاضر معي. وخدع الفرنجيّ صاحبَ المركب بذلك، وأنه كان قد تعامل هو وإنسان من اليهود على ذلك، وأن اليهودي قد أعطاه الكِراء من ماله سلفًا حتى باع الجواري بعد سفر الشواني من رودس. ثم شاعت هذه القصّة على هذا الوجه بطرابلس، وكان عند القائد بعض (١) منها لكنّه أخفاه بتواطئه مع الذين حضروا قبل ذلك من الإثنين الأسرى الماضي ذِكرهما (٢). ولما تحقّقت ذلك ذهبت إليه فأخفته بعودي إلى تونس وشكواه لصاحبها السلطان عثمان ولولده المنصور. ولا زلت أُضمر حق أعاد إليّ ما أخذه منّي، وذهبت الجواري والمحنة بالسجن، ونجّانا اللَّه تعالى من هذه المحنة، والخلف على اللَّه تعالى فيما نَزَلنا.

فما أحسن قول من قال، وأحسن في المقال:

كم يأسفُ المرءُ على فائتٍ … ما وجد الإسلامَ والعافيَهْ

ما دام دينُ المرء مع عقله … دامت له النِعَمُ الكافيَهْ

[إخراج ابن الأهناسي إلى مكة بطّالًا]

وفيه، في يوم الأحد ثامن عشره أُخرج علي بن الأهناسي إلى الطور ليتوجّه مَنفيًا إلى مكة المشرَّفة يقيم بها بطّالًا (٣).

[[إسلام عدد من النصارى]]

وفيه -أعني هذا اليوم، ثم في الذي يليه، أسلم عدّة من مباشري النصارى بسبب الكائنة التي جرت الماضي خبرها، وكانوا من الأعيان، وللَّه الحمد على ذلك (٤).

[القبض على الأستادّار]

وفيه، في يوم الإثنين تاسع عشره قُبض على زين الدين الأستادّار ووُكِّل به بالقلعة على مالٍ طلبه السلطان منه (٥).


(١) في الأصل: "بعضًا".
(٢) في الأصل: "ذكرهم".
(٣) خبر ابن الأهناسي تقدّم قبل قليل، وهو في: نيل الأمل ٦/ ١٧٤.
(٤) خبر إسلام النصارى في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢٨١، ونيل الأمل ٦/ ١٧٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٣،٤١٢.
(٥) خبر الأستادّار في: نيل الأمل ٦/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>